ويتقاضى رئيس البلدية تعويضا شهريا يعين بقرار من وزير الداخلية ويتناول الأعضاء في نهاية كل شهر تعويضا عن الجلسات التي حضرها كل منهم خلال ذلك الشهر على أن لا يتجاوز مجموع التعويض لكل عضو عشرين ليرة سورية صافية. وقد صرّح القرار بوظائف رئيس البلدية فإذا هي أوسع نطاقا من الوظائف التي خصته بها القوانين السابقة. وتبين أن قرارات رئيس البلدية في دائرة سلطته الخاصة أو بالاستناد إلى مذاكرات المجلس البلدي ، تعرض فورا على وزير الداخلية ولا توضع موضع الإنفاذ إلا بعد مرور خمسة عشر يوما على تسليمها للوزارة المشار إليها ، ويجوز لوزير الداخلية أن يأمر بتنفيذها فورا في الأحوال المستعجلة فقط ، أما المقرارات التي تتضمن تسوية وقتية فإنها تنفذ حالا بعد نشرها أو تبليغها. وفي كل حال لا تسري أحكام القرارات على ذوي العلاقة بها إن لم تنشر وتذع ، هذا إذا كانت أحكامها عامة ، وعلى وجه الانفراد فيما إذا كانت خاصة.
تأثير البلديات في العمران :
للبلديات تأثير عظيم في عمران المدن والقصبات على اختلاف درجاتها لا سيما إذا عهد بإدارة البلدية إلى رجال كفاة يحسنون العمل ، وينطوون على نزاهة ونشاط ، ومع أن بلدية دمشق مثلا وبها نمثل ، وكلامنا فيها يصدق على أكثر مدن الشام لم تحصل على هذا الشرط الأساسي في ترقية شؤونها إلا في الأحايين ، فإن تأثيرها في عمار المدينة ظاهر محسوس لا ينكره أحد ، ومنه اتساع الشوارع والجادات وانتظامها ، ويستثنى من ذلك الأزقة التي ما برحت ماثلة للعيان على الطراز القديم لا يكاد يتخللها الهواء ولا ينفذ إليها النور. ولو أتيح للمدينة حكام وللبلدية رؤساء في الزمان الغابر يقدرون الضرر العظيم الذي يطرأ على الصحة العامة بسبب ضيق المنافذ للهواء والنور. لأزالوا تلك الموانع ، فوسعوا جميع الطرق والأزقة الضيقة ، وخدموا بذلك المدينة أجلّ خدمة ، كما فعل مدحت باشا في سوقه الشهير ، وكما فعل جمال باشا في زمن الحرب ، فإنهما فتحا الشوارع الكبيرة ومهدا سبل الإصلاح في المدينة وكما يفعل الآن رجال السلطة العسكريين فإنهم قد باشروا العمل نفسه بجد ونشاط.