وهذه الشعب هي : إدارة الأشغال ، إدارة المركز ، إدارة سير السفن. ويقوم بأعباء هذه الشعب الثلاث ٥٠٠ موظف وربان و ٢٥٠٠ عامل. وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام عيال هؤلاء الموظفين والعمال وأولادهم بلغ عدد من لهم علاقة مباشرة بشركة الترعة ١٤ ألف نفس.
الترعة العظيمة عن طريق فلسطين :
قبل اتفاق ترعة السويس الذي صيرها ترعة محايدة دولية ، فكر الإنكليز في فتح طريق بحري يمر بفلسطين. وذلك لإضعاف نفوذ الفرنسيين في الشام ونفوذ الروس في فلسطين ، فارتأوا وصل البحر المتوسط ببحيرة لوط ثم البحر الأحمر. وذلك بواسطة قناة تبتدئ من مدينة حيفا ، فتملأ وادي الغور الذي ينخفض ٣٩٣ مترا عن سطح البحر ، ثم تتصل هذه القناة بالعقبة الواقعة على شاطئ البحر الأحمر بعد أن تقطع وادي العربة. وبهذا يكون للإنكليز طريق حربي تبلغ به بريطانيا الهند إذا أغلقت في وجهها ترعة السويس وينافسون ترعة السويس.
إن سهل يزرعيل لا يرتفع سوى مائة متر عن سطح البحر. في حين يرتفع وادي العربة بين البحر الميت والبحر الأحمر مائتين وأربعين مترا. فلو فرضنا أنه أمكن المرور من هذه السهول المرتفعة التي تتطلب أعمالا صناعية دقيقة يتساءل المرء عما سيكون مصير الماء الجاري من البحرين إلى هذه الهوة الطبيعية أي وادي الغور فإنه يتبخر في الحال كما هو الشأن بماء نهر الشريعة الذي يصب في بحيرة لوط. فقد حسب السير اوليفان أن هوّة الغور التي ينخفض قعرها ٤٠٠ متر تقريبا عن سطح البحر تملأ في خمس سنوات. وقد قدّر علماء آخرون بأن المدة اللازمة لامتلاء هذا الوادي لا تقل عن عشرة أمثال المدة التي حسبها اوليفان. ومهما تكن هذه المدة أي مدة امتلاء هذه الحفرة طويلة أو قصيرة ، فإن عملا كهذا سيغير إقليم فلسطين حتما ، ويحصل من جراء هذا العمل الكبير ملجأ للسفن الكبيرة ، وهذا ما يتجلى به سبب تحمس الإنكليز لهذا المشروع منذ أربعين سنة.
طول هذه الترعة العظيمة ٤٠٠ كيلو متر منها ١٩٢ كيلو مترا فقط يقتضي