وفيها عنصر من عناصر ثروة فلسطين وهو البورتقال وهي منفذ القدس إلى البحر. هذه هي كل مزايا يافا. أما عيوبها فضيق مساحتها ورداءة مينائها وتعرضها للرياح بحيث تعطل فيها أعمال الشحن من ٨٠ إلى ١٠٠ يوم في العام. أما حيفا فتعد بالنسبة إلى يافا مدينة جديدة فلم يكن سكانها سنة (١٩٠٤) يزيدون على عشرة آلاف فبلغوا في سنة (٩٢٢) ٢٥ ألفا وهم اليوم يزيدون على ٣٥ ألفا. وتعزى هذه الزيادة إلى ازدهار الصناعة في جوارها لاتصالها بدمشق وبجنوب الشام بسكة الحجاز. وميناء حيفا جيد يحميه جبل الكرمل في الجنوب من الرياح ولا ينقطع العمل فيه إلا أياما معدودة في العام. وأخيرا قررت حكومة فلسطين إنشاء مرفإ في حيفا على الطراز الحديث وأخذت تضع المصورات والتصميمات ووقع اختلاف بين فريقين من المهندسين ففريق يقول بإنشاء المرفإ في شمال حيفا والفريق الآخر يذهب إلى إنشائه في الجنوب. ولا تلبث هذه الاختلافات أن تزول ويخرج هذا المشروع إلى عالم الوجود بما اقترضته الحكومة لهذه الغاية من الأموال الطائلة.
مرفأ عكا :
مدينة عكا مفتاح فلسطين كانت ذات مكانة حربية اعترف بها نابليون وازدادت شأنا منذ فتحت قناة السويس ويرسم خليج عكا قوسا بشكل نصف قطع ناقص محوره الكبير يمر من حيفا ومن عكا. قامت المدينة في شبه جزيرة تمتد من الشمال إلى الجنوب. ولئن كان البحر محفوظا من الشمال فهو معرض لرياح الجنوب والغرب. والإرساء إذا بمرفإ حيفا أسهل منه في عكا. أما المرفأ القديم فحالته جيدة لمكان السد الممتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. وقد امتلأ هذا الحوض بالرمال ولم يبق فيه من العمق سوى مترين فقط. ترسي السفن الكبيرة في عرض البحر ومع ذلك لا تأمن الأخطار في بعض أيام الشتاء والربيع. أما من جهة إنشاء مرفإ جديد في عكا فمما يصعب عمله ، لأن ذلك يقتضي نفقات باهظة لا تتناسب مع تجارة هذه المدينة.
مرفأ صور :
كان مرفأ صور المشهور في العصور الغابرة في جزيرة منفصلة عن الساحل