اتصلت بالأرض بعد أن أنشأ الإسكندر طريقا بينها وبين الساحل. ثم اتسع هذا الطريق اتساعا كبيرا بما كان يحمله البحر من الرواسب حتى أضحت الجزيرة جزءا من الساحل. ولم يبق في العهد الأخير من المدينة سوى اسمها حتى إن الرحالة المشهور هاسيل كيست السويدي لم ير في المدينة غير عشرة أشخاص في القرن الثامن عشر أي بين سنة (١٧٤٩ و ١٧٥٢) وقد خربت كثيرا بزلزال سنة (١٨٣٧) وبعدئذ ابتدأت تزداد عمرانا ونفوسا. وبالقرب من المدينة وعلى بعد سبعة كيلو مترات من جنوبها خزانات قديمة من عهد الفينيقيين تسمى خزانات رأس العين تسقي المدينة وتروي سهولها حتى ساحل البحر. ولصور مرفآن الأول الصيداوي يقع إلى الشمال وهو المرفأ الحالي ، والثاني المصري وهو إلى الجنوب وهو أكبر من الأول لا يصلح لإرساء السفن لامتلائه بالرمال. ويصلح المرفأ الصيداوي للسفن الصغيرة الحجم ويمكن تعميقه بنفقات قليلة. ولا يتأتى للبواخر الإرساء بالقرب من ساحل البحر. وخط العمق ذو الخمسة أمتار لا يبعد كثيرا عن مدخل المرفإ الصيداوي في حين أن هذا الخط يبتعد كثيرا عن بقية نقاط ساحل هذه المدينة.
مرفأ صيدا :
طمّ الأمير فخر الدين المعني مرفأ صيدا خشية مهاجمة الأسطول العثماني. ولما تولى الحكم أحمد باشا الجزار في عكا وقع بينه وبين القنصل الفرنسي اختلافات عديدة اضطرت الفرنسيس من سكان صيدا أن يتركوا المدينة سنة (١٧٩٠) بدون أن يتمكنوا من أخذ أموالهم ولم يمض ثمانية أعوام أخر حتى أخرجوا منها مرة ثانية ، ومن ذلك العهد ابتدأ شأنها يتضاءل. ولقد كان لصيدا قديما مرفآن كمدينة صور ، الأول في الشمال الغربي ، والثاني في الجنوب الغربي. ومرفأ الشمال الغربي هو المرفأ الحالي وهو ذو شكل مستطيل تحده شرقا قلعة البحر والجسر الموصل بين هذه القلعة وبين الشاطئ. وتحيط بهذا المرفإ من الشمال والغرب سلسلة من الصخور. ومدخله الغربي المنحوت قديما في الصخر لم يعد صالحا للاستعمال. أما مدخله الشمالي فهو الذي يصلح وحده لاجتياز السفن ولا يتجاوز عمقه الثلاثة أمتار. فلو نظف هذا المرفأ من الردم