والأنقاض لعاد صالحا لإرساء البواخر. والسفن الكبيرة ترسي بعيدة عن الشاطئ على مسافة ١٣٠٠ متر. والمرفأ الجنوبي الغربي معرض للرياح الجنوبية الغربية والرواسب المتجمعة من مياه النيل كالمرفإ المصري في مدينة صور.
مرفأ بيروت :
يطلق الإنكليز على خليج بيروت اسم سان جورج وهو يتجه نحو الشمال تأمن فيه السفن من الرياح الجنوبية والشرقية. أما الرياح الشمالية والغربية التي لا تصادف موانع طبيعية فهي تعصف عصفا عظيما في الشتاء وتحدث أمواجا هائلة. وكان الأمير فخر الدين المعني ردم مرفأ بيروت اتقاء مداهمة الأسطول التركي. ولما خلفت السفن البخارية السفن الشراعية رأت البواخر صعوبة جمة في هذا المرفإ وكثيرا ما كانت تضطر للإرساء في عرض البحر كما هي الحالة في بقية سواحل الشام ، ولقد كانت تقضي اليومين والثلاثة لتتمكن من تفريغ شحنها. وكانت العواصف الفجائية الشديدة التي تكثر في السواحل الشامية تضطر السفن إلى الابتعاد عن الشاطئ خوفا من أن تتحطم بصخوره. وقد استمر الحال على هذه الصورة مدة طويلة. ولم يكن الأمر ذا بال يومئذ لأنه لم يكن لبيروت مكانة في التجارة ولعلة كانت واحدة في جميع السواحل. ولما استفاضت تجارة بيروت وزادت مكانتها بسرعة غريبة وذلك بعد سنة (١٨٤٠) اضطر ولاة الأمر أن يعيروا التفاتهم لمرفئها. ففي سنة (١٨٦٣) تقدمت شركة المساجيري ماريتيم بخارطات لهذا المرفإ لأحمد قيصرلي باشا حاكم مقاطعة صيدا ، وقدرت نفقات هذا العمل ب ٣٠٠ ، ٣٧١ ، ٦ فرنك. ولم يسفر هذا التذرع عن نتيجة. وفي سنة (١٨٧٩) لم تتوفق بلدية بيروت التي قررت أخذ امتياز هذا المشروع لنفسها ، لأن الحكومة لم تصدق على قرارها. وفي سنة (١٨٨٠) وضع وزير الأشغال في الدولة العثمانية خارطة سنة (١٨٦٣) موضع النظر في تقريره عن الأشغال العامة ، وبالنظر لضرورة هذا المرفإ والمنافع التي ستنجم عنه والاقتصاد الذي يتأتى من تفريغ البضائع فيه تقدم بعضهم للحصول على امتيازه. ففي سنة (١٨٨٣) ظهر ثلاثة طلاب لهذا العمل ، وفي يد كل منهم الشروط الكافية والضمانات اللازمة ، وكان يظن أن شركة