مجال الآمال في نجاح المشروعين معا. وبعد انتهاء عمل المرفأ سنة (١٨٩٤) ومد الخطوط الحديدية لم تمض مدة وجيزة حتى خابت الآمال وظهر نقص عظيم في تجارة بيروت. وأسباب هذا النقص عديدة ، منها الاختلافات التي وقعت بين شركة المرفإ ووزارة البحرية العثمانية على مسألة دخول البوارج الحربية العثمانية إلى المرفإ ، ومنها الاختلاف بين شركة المرفإ وإدارة الجمارك بشأن رسم الحمالين والمخازن وتعيين حدود منطقة لشركة المرفإ ، ومنها زيادة رسوم الدخول للمرفإ مما دعا إلى تحويل قسم عظيم من الصادرات والواردات إلى بقية المرافئ الشامية القريبة ، ومنها بعد المسافة بين منتهى الخط الحديدي دمشق ـ بيروت وبين المرفإ.
درست مصورات هذا المرفإ سنة (١٨٨٩) على طول كيلو متر واحد من الساحل بين رأس الشامية ورأس المدور فاستطاعوا اقتطاع أرضين واسعة من البحر مما ساعد على إنشاء رصيف يختلف عرضه بين ١٠٠ و ١٥٠ مترا. ويبدأ أحد السدين من رأس الشامية ويمتد في عرض البحر مسافة ٨٠٠ متر. وينتهي آخره بسد صغير عمودي على هذا السد متجه نحو رأس المدور. وأما السد الثاني فيبدأ برأس المدور ويتجه نحو السد الصغير المذكور فيقترب منه على مسافة ٢٠٠ متر. ويرتفع السد الأول وهو الأعظم طولا وارتفاعا خمسة أمتار عن سطح البحر. وأما السد الصغير والسد الثاني فيرتفعان مترين عن سطح البحر. وتقدر الزاوية التي تحدث بين السد الأول واستقامة الشاطئ ب ٤٥ درجة تقريبا ، وأما الزاوية الكائنة بين السد الثاني وذات الاستقامة فتقدر ب ٦٠ درجة والعمق في منتصف المدخل ١٤ مترا ويتناقص بصورة غير محسوسة من منتهى السد الأول إلى مبدئه أي يتناقص من ١٦ مترا إلى أربعة أمتار ويختلف العمق قرب الرصيف بين ثلاثة وخمسة أمتار. وفي قرب السد الثاني بين ثمانية واثني عشر مترا. حتى لقد تتمكن المراكب الكبيرة من الدخول إلى هذا المرفإ دون أن تستطيع تفريغ شحنها على الرصيف رأسا. ومساحة المرفإ الذي تم عمله ٢٠ هكتارا لا ٥٣ كما جاء في شروط الامتياز ولا يستوعب سوى ١٢ باخرة كبيرة في آن واحد.