فرضتا جونية وجبيل :
أخذت ترتقي مدينة جونية الواقعة على عشرين كيلو مترا تقريبا من شمال بيروت وقد قامت داخل خليج كبير يصلح ملجأ للمراكب الشراعية بل للسفن الكبيرة أيام اشتداد الأنواء ، ولهذه المدينة مرفأ صغير يمكن توسيعه بنفقات قليلة. أما مدينة جبيل فهي في تأخر مستمر ولكنها ذات مكانة أثرية أكثر منها تجارية وما استخرجه علماء الآثار من الغربيين من مطاوي أرضها من العاديات النفيسة دليل على ما كان لها في الأعصر الخالية من المكانة البحرية.
وقد حاول اللبنانيون أواخر الحكم العثماني أن يجعلوا من جونية أو البترون أو غيرهما من المنافذ البحرية في لبنان مرفإ يستغنون به عن بيروت فلم يفلحوا ، لأن ما وراء هذه الموانئ الصغيرة من القرى لا شأن له في استهلاك المتاجر ، ولا اتصال له بمدن كبرى في الداخلية.
مرفأ طرابلس :
إن مرفأ طرابلس غير صالح لإرساء البواخر الضخمة لذلك تبقى فيه بعيدة عن ساحل البحر نحو ١٢٠٠ إلى ٢٠٠٠ متر. وقد بنت شركة الخطوط الحديدية مرفأ صغيرا قرب المحطة محفوظا من جهة البحر ومدت عليه خطوطها ، وإنشاء مرفأ كبير في طرابلس من المسائل القديمة العهد ، لأن شكل المدينة ملائم كثيرا لهذا العمل لوقوعها على الطريق بين جبال لبنان والعلويين. وتمر من هذه الطريق سكة الحديد التي تصل طرابلس بحمص بصورة سريعة وسهلة مما لا مثيل له في بقية السواحل كبيروت مثلا لأنها منفصلة عن الداخل بسلسلة جبال شاهقة لا ممر لها إلا من شواهق عظيمة.
تتألف مدينة طرابلس من قسمين الأول المدينة وهي تبعد عن الشاطئ ثلاثة كيلو مترات والميناء وهذا هو مرفأ المدينة. والسهل بين هذين القسمين غير صحي ويتجه مرفأ الميناء نحو الشمال. وهناك جزيرتان صغيرتان تحفظان هذا المرفأ من الرياح الغربية ، والغربية الجنوبية. والسد القديم الممتد من الشرق إلى الغرب يحفظه من الرياح الشمالية أيضا. فموقع المرفإ إذا يوافق إرساء السفن في كل وقت وإذا اشتدت الأنواء تجد هذه السفن ملجأ منيعا