تأوي إليه. أما البواخر والبوارج التي تحتاج لعمق كبير فإنها تضطر للإرساء في عرض البحر بعيدة عن هذا الساحل.
مرفأ اللاذقية :
يقع مرفأ اللاذقية في سهل خصيب على مسافة نصف ساعة من البحر ، وهذا السهل غير صحي ، ويتجه خليج اللاذقية نحو الجنوب فيرسم قوسا في شكل نصف دائرة وهذه القوس تنتهي من جهة الغرب بالرأس المسمى رأس اللاذقية. فمرفأ هذه المدينة معرض للرياح الجنوبية والغربية ، ويتأتى لهذا المرفإ أن يكون ملجأ صالحا للسفن لو لم يكن مطمورا بالرمال ، وقد ضاق مدخله كثيرا بسبب أنقاض قصر قديم كان مشيدا هناك ، فالسفن العظيمة ترسو في عرض البحر والصغيرة التي لا تتجاوز حمولتها ال ٣٠٠ أو ال ٣٥٠ طنا تدخل المرفأ بسهولة وسط أعمدة من الرخام والمحبّب من أطلال الآثار الغابرة. ولا يتأتى إنشاء فرضة لمدينة اللاذقية على طراز حديث بالفائدة المتوخاة لأن عملا كهذا يتطلب نفقات باهظة ، فالرسوم التي يقتضي وضعها واستيفاؤها لتسديد فوائد تلك النفقات تكون سببا لتحويل قسم عظيم من تجارة هذه المدينة إلى المدن المجاورة لها. وعلى هذا فبناء المرفإ يأتي بنقص كبير في تجارة المدينة ويؤدي إلى عكس الفائدة المطلوبة. وكانت الحكومة العثمانية وضعت مصورا بهذا المشروع وعاضدها نفر كبير من الأهالي. ونرى أن إنشاء طريق بين اللاذقية وحماة أجزل فائدة من إنشاء مرفإ اللاذقية.
مرفأ الإسكندرونة :
تضرب الأمثال بقذارة مدينة الإسكندرونة ومع هذا فقد اتخذت هذه المدينة منذ القرن السابع عشر قاعدة ومرفأ لتجارة حلب وما جاورها من البلدان وذلك لاستبداد بعض حكام طرابلس في ذلك العصر ، وليست مدينة إسكندرونة بالبلد الزراعي ولا الصناعي ويعيش الأهلون من نقل البضائع.
يدخل خليج الإسكندرونة في اليابسة ثلاثين ميلا في عرض عشرين ميلا وموقعه الجغرافي يدعو إلى تأسيس مرفإ بحري يكون من أعظم مرافئ البحر