سكة حديد بين الإسكندرونة وحلب عن أقرب طريق يقتضي له المرور من أعالي جبل أمانوس وجعل الميل شديدا على مسافة طويلة. وإذا أريد تخفيف الميل يقتضي إطالة مدى الطريق فلا تختلف إذ ذاك المسافة بين الإسكندرونة وحلب في هذا الطريق الجديد عن طريق طرابلس حمص حلب من حيث المسافة عدا أن هذا أسهل من الأول. بقيت هناك طريقة أخرى للقيام بهذا المشروع وهي خرق الجبال التي تفصل بين الإسكندرونة وحلب بنفق لا يقل طوله عن عشرة كيلو مترات تحت مضيق مدينة بيلان ، وهذا يستلزم نفقات كثيرة ربما زادت على الفائدة المطلوبة ألا وهي ربط حلب وضواحيها بالساحل البحري عن أقرب طريق. أما إذا نظرنا إلى الإسكندرونة بصفتها مرفأ خاصا لحلب فقط بل كما ذكرنا أعلاه للعراق وإيران فتكون النفقة حينئذ متناسبة مع عظمة المشروع.
الخطوط الحديدية :
لقيت شبكة الخطوط الحديدية الشامية بأسرها صعوبات جمة فلم يتيسر إكثار عددها واتساع نطاقها. فسلسلة جبال لبنان تقضي باستعمال الخطوط المسننة. وهبوط أراضي الغور التي تنحدر بصورة شديدة تقرب من الشاقولية وتجعل منها حفرة عميقة تمنع سهولة المواصلات بين الساحل وشرقي نهر الأردن. فهذه الموانع الطبيعية في صورة الجبال اضطرت القائمين بأعمال هذه الخطوط أن يعمدوا إلى الخطوط الضيقة ذات الميل الشديد ، مما أدى إلى كثرة النفقات في الإنشاء وزيادة المنفق على الاستثمار. فالخطوط الحديدية في الشام التي تمكنا من الحصول على بعض الوثائق عنها وعن نبذة من تاريخها والشؤون المتعلقة بها هي على الصورة الآتية :
أولا : طريق بيروت ـ دمشق ، وبيروت ـ المعاملتين ، ودمشق ـ المزيريب ، ورياق ـ حلب ، وحمص ـ طرابلس.
خط بيروت ـ دمشق :
لما كثرت حركة التجارة والنقل على طريق بيروت لم تعد تكفي المركبات