قدامة أن راتب مغازي الصوائف والشواتي في البر والبحر في السنة على التقريب مائتا ألف دينار. وعلى المبالغة ثلاثمائة ألف دينار. وكان ارتفاع الثغور الشامية ـ أي طرطوس وأذنة والمصيصة وعين زربة والكنيسة والهارونية وبياس ونقابلس ـ نحو المائة ألف دينار تنفق في مصالحها وسائر وجوه شأنها وهي المراقب والحرس والفواثير (الكشافة) والركاضة (البريديون) والموكلون بالدروب والمخايض والحصون وغير ذلك من الأمور والأحوال ، ويحتاج إلى شحنتها من الجند والصعاليك أي الجند غير المنظم.
وكان إذا عصا بعض عمالهم أو نجم ناجم من الثوار يبعثون بالجيوش من العراق كما أرسلوا جيشا لحرب نصر بن شبث ، وجيشا لقتال القرامطة. وكان الجيش الذي ألفه أحمد بن طولون وأولاده من الأسباب القوية في نزع مصر والشام من حكم العباسيين بالفعل. وقد قيل : إن الجيش الذي نظمه أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون لم يتفق مثله لأعظم الفاتحين ، وكان مؤلفا من صقالبة أي من أهل صقلية من الطليان والروم وغيرهم من العناصر.
أدوات التدمير والسلاح والمواصلات :
كان جلّ الاعتماد في القتل والتخريب على المنجنيق والنشاب ، الأول لتخريب الحصون ودك الأسوار والثاني لإزهاق النفوس. والمنجنيق (بفتح الميم وكسرها) آلة ترمى بها الحجارة بشد سوار مرتفعة جدا من الخشب ، يوضع عليها ما يراد رميه ثم يضرب بسارية توصله لمكان بعيد جدا. وفي التاج : آلة قديمة وضعت قبل وضع النصارى البارود والمدافع ، وأول من رمى به الرسول (ص) في حصار الطائف ، وأول من رمى به في الجاهلية جذيمة الأبرش وهو من ملوك قضاعة. ويستعملون الدبابات وهي أشبه بدبابات هذه الأيام (التانك) وهي جمع دبابة آلة تتخذ في الحصار يدخل في جوفها الرجال ثم تدفع في أصل الحصن فينقبونه وهم في جوفها. ويتخذون أيضا الحسك (السلك الحديد) يتحصنون وراءه ويمنعون العدو بعض الشيء من مباغتتهم. واخترع بعض الدمشقيين في حصار المسلمين عكا على عهد