رابغ الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر يسكنه ٣٠٠٠ نسمة وهو على مسافة ١١٢ كيلو مترا من شمالي جدّة. وليس ثمة من صعوبة في إنشاء هذا الخط لعدم وجود موانع طبيعية كما أن المياه غزيرة على طول الطريق على العكس في الطريق الشرقية.
بقي مبدأ الخط الحجازي حتى سنة ١٩٠٨ في منتهى محلة الميدان بدمشق بالقرب من قرية القدم. وقد بنيت بعد هذا التاريخ محطة القنوات الواقعة في غرب مدينة دمشق على طراز عربي حديث وبشكل جميل يناسب عظمة هذا الخط المقدس. وبالقرب من محطة القدم معمل كبير خصص لإصلاح القاطرات والشاحنات وصب الآلات الحديدية وأعمال النجارة والتدهين والأبنية الخاصة بالمعمل والمخازن تشغل سطحا من الأرض تبلغ مساحته ٦٠٠ ، ١٠ متر مربع. وقد بلغت نفقات إنشاء هذه الأبنية مليون فرنك. وبنيت في محيط تبلغ مساحته ٥٣ ألف متر مربع. أنيرت جميع هذه الأبنية مع الساحة بالأنوار الكهربائية.
الخط الحجازي في عهد العثمانيين وبعدهم :
كان الخط في عهد الدولة العثمانية يدار في جميع أدواره بموازنة مستقلة عن موازنة الحكومة باعتبار أنه وقف إسلامي. وكان في البدء مرتبطا بلجنة عليا في الاستانة يرجع إليها في شؤونه العامة ، ثم طرأت على إدارته طوارئ عديدة غيرت من أوضاعه على ما عرضنا لذلك سابقا ، ثم استقر مرتبطا بإدارة الأوقاف. أما حالته بعد انسحاب الدولة العثمانية من الشام ودخول جيوش الحلفاء فإنه كان تام الأجزاء من حيث وضعه الأساسي ولم يطرأ عليه الخراب سوى في الجهات البعيدة بعض البعد عن العمران. ويمكن اعتبار مبدإ التخريب من بعد المحطات التي تلي محطة عمان جنوبا على أن هذا التخريب يكاد ينحصر في الجسور والمحطات والمصانع والمستودعات وغير ذلك من المباني والمحال التي كان يسهل نسفها. أما القضب الحديدية فظلت سليمة بالجملة ما خلا نقاطا قليلة يسهل إصلاحها وتشييدها.
هكذا كانت حالة هذا الخط عند دخول الحلفاء الشام ، وأما حالته من حيث