الخط على أيسر وجه وبأقل كلفة. وقضية الفحم قضية ذات شأن في حياة الخط ، وكان يبلغ ما يستهلكه من الفحم الحجري نحو ٠٠٠ ، ٣٠ طن في السنة ولا يبعد أن يأتي يوم تمكن فيه الاستفادة من شلالات زيزون وتل شهاب لتوليد الكهرباء فتسير القطارات حينئذ بهذه القوة فتقل نفقات الخط السنوية وتصبح الأجور أقل مما هي عليه الآن فتكثر المواد. وما ذلك اليوم ببعيد إن شاء الله.
تفتقر الأقطار العربية إلى رجال فن وأرباب صنائع إخصائيين يعول عليهم في تسيير شؤونها الفنية. وهي لا تنقص فيها المقدرة والاستعداد للقيام بأصعب الأمور إذا قيض الله لها من أبنائها من يرشدها ويحسن إدارتها. ولقد برهنت على ذلك في كثير من أدوار تاريخها المجيد ، وخصوصا بما قامت به أخيرا من الأعمال أثناء إنشاء الخط الحجازي ، وما بذلته من الجهود في سبيله حتى لقد صرح مدير هذا الخط المسيوديكمان الألماني بشهادته الطيبة لأبنائها في تقريره الذي رفعه للحكومة الفيصلية العربية : إنني عاجز عن وصف سروري من الموظفين والعملة العرب الذين كانوا في إدارتي ، لما هم عليه من حب العمل والنظام ، وما اتصفوا به من شدة الذكاء والمقدرة ، كما شاهدت ذلك في صفوف موظفي المحطات والقطارات والسواق والسير ، وكنت أجد سرورا خاصا عند النظر في أمورهم لما هم عليه من النشاط في كل أمر.
الخطوط الفلسطينية خط يافا ـ القدس :
كانت مدينة يافا في كل أدوارها مرفأ لإنزال الزوار القاصدين لمدينة القدس. ولذلك كانت فكرة إنشاء خط حديدي بين المدينتين من الأمور المتفق على صحتها وجلالة شأنها. لكن بعض المشتغلين بهذه القضايا كان يعتقد صعوبة تنفيذها ، ويرجح إنشاء خط ترامواي لقلة المواصلات التجارية في فلسطين. ذلك لأن كثرة الزوار لا تكون إلا في مواسم معينة من السنة. وكان أول مصوّر قدم للحكومة لعمل سكة حديدية في سنة ١٨٦٤ قدمه الدكتور زامبل الأميركي الألماني. ومنح امتياز هذا الخط إلى يوسف نافون