أفندي في ٢٨ تشرين الأول سنة ١٨٨٨ لمدة ٧١ سنة مع احتمال تمديد هذا الخط إلى غزة ونابلس ، ثم إلى دمشق إذا دعت الضرورة إلى ذلك في المستقبل. وقد باع صاحب هذا الامتياز امتيازه من شركة الخطوط الحديدية العثمانية ليافا ـ القدس وتمديداتها الفرنسية المؤسسة في باريز في شهر كانون الأول سنة ١٨٨٩ بمبلغ مليون فرنك. وشرع بإنشاء هذا الخط في نيسان سنة ١٨٨٩ فصادف المهندسون صعوبات جمة في طريقهم ، خصوصا في القسم الواقع بين عرتوف والقدس والأرض صخرية جبلية وقد استغرق هذا العمل ست سنوات بالنظر لهذه الصعوبات وانتهى في أيلول سنة ١٨٩٢ وافتتح الخط في ٢٦ أيلول سنة ١٨٩٢. وطول هذا الخط ٨٧ كيلو مترا ، وهو خط ضيق منفرد وعرضه متر واحد يجتاز مائة وستة وسبعين جسرا سبعة منها حديدية. وأطول هذه الجسور لا يتجاوز الثلاثين مترا وأقصرها ستة أمتار. وقد تجنب القائمون بالأعمال فتح الأنفاق مما زاد في اعوجاج الخط وكثرة الحفريات الناشئة عن ذلك. فالخط يحاذي وادي صرار ويقطعه في محلات متعددة. واقتلعت إدارة الخطوط الحديدية العثمانية في الحرب العامة قسما من هذه السكة بين يافا ولد أي على مسافة ١٩ كيلو مترا واستعملت قضبه في إنشاء الخطوط العسكرية التي كانت تنشأ إذ ذاك في فلسطين ولم تقتلع بقيته لأنها استفادت منه ووصلته بخط العفولة ـ القدس من لدّ إلى وادي صرار أي مسافة ١٨ كيلو مترا.
خط حيفا ـ دمشق :
ألمعت قبلا إلى أن جبال لبنان الشاهقة وما وراءها من الهضاب الشرقية تمنع سهولة المواصلات بين دمشق وبيروت وتؤلف سدا منيعا بين هاتين المدينتين ، ولذلك رأى من يعنيهم الأمر منذ زمن بعيد وصل دمشق بنقطة من الساحل تكون غير مدينة بيروت. فكانت الأنظار تتجه أبدا إلى مدينتي عكا وحيفا. لأن الخط الذي يصل دمشق بهاتين المدينتين يسهل إنشاؤه لوجود سهل يزرعيل على ما ذكرنا آنفا. وكانت بريطانيا تحلم كثيرا بالحصول على خط حديدي يسير بين احدى المواني الشامية والخليج الفارسي. وخصوصا