الخطوط العسكرية الفلسطينية :
لم تحل الحرب العامة دون الإدارة العسكرية العثمانية التي تولت السيطرة على الخط الحجازي إذ ذاك وتمديد مئات الكيلو مترات من الخطوط الحديدية بين فلسطين والحدود المصرية داخل فلسطين أيضا. وهذه الخطوط وإن لم يكن لها شأن يذكر بجانب الخط الأصلي فقد أحببنا أن نذكر شيئا عنها تتميما للفائدة.
أنشأت إدارة الخط الأصلي فروعا لها في سورية وفلسطين. منها فرع حيفا ـ عكا وهو ١٧ كيلو مترا وفرع درعا ـ بصرى وهو ٢٧ كيلو مترا وفرع العفولة ـ القدس الذي شرع فيه سنة (١٩١٢) ووصل إلى قرية السيله عند إعلان الحرب العامة وهو ٤٠ كيلو مترا. ومن المسائل التي تستحق الذكر ما أجرته إدارة الخط من الأعمال في أثناء الحرب العامة ذلك أن حملة السويس لما أخفقت أدركت قيادة الجيش العثماني ضرورة تمديد الخط الحديدي حتى السويس بأسرع ما يمكن. وكان القائل بهذه الفكرة جمال باشا الذي تمكن على الدوم من إعطاء المال والرجال لإجراء الأعمال المطلوبة وقد جيء في ذلك الحين بميسنر باشا المهندس الألماني من بغداد لاستلام أعمال الإنشاء وكان هو مهندس الخط الحجازي عند تأسيسه من سنة ١٩٠٠ إلى ١٩٠٨.
كان قسم العفولة ـ القدس الذي شرعت فيه إدارة الاستثمار وصل نابلس في شتاء ١٩١٤ و ١٩١٥. وكانت الفروع المصرية التي بدأت الإدارة بإنشائها من المسعودية في خط العفولة ـ نابلس تمتد في بطاح سارون حتى القدس وليس فيها كثير من الموانع والحوائل الطبيعية. ودعت الضرورة إلى جعل الخط بعيدا عن الساحل ليكون بمأمن من قذائف السفن الحربية. وفي شهر تشرين سنة ١٩١٥ تمكنت الإدارة من إنشاء ١٦٥ كيلو مترا وسلمتها للاستثمار حتى بئر السبع. وهذا العمل بالنظر لما صودف في تنفيذه من المصاعب يعد من الأعمال العظيمة.
وقد استفادت إدارة الأعمال من خط يافا ـ القدس الفرنسي المشاد سابقا بين محطة لدّ ووادي الصرار أي مسافة ١٨ كيلو مترا كما ذكرنا ذلك