آنفا وأدخلت هذا القسم بخط العفولة ـ القدس الذي نحن في صدد الكلام عليه ، ولكنها اضطرت لتعريضه لأن عرضه كان مترا واحدا فجعلته مترا وخمسة سانتيمترات كبقية الخطوط الحديدية الحجازية. وكانت الإدارة لا تملك عند إعلان الحرب سوى ٣٠٠ كيلو متر من قضبه الحديدية و ٥٠ كيلو مترا من العوارض الحديدية فقلعت من خط يافا ـ القدس قسم يافا ـ لدّ ١٩ كيلو مترا وخط حيفا ـ عكا ١٧ كيلو مترا وخط دمشق ـ المزيريب ١٠٣ كيلو مترات وقد أحضر قسم كبير من العوارض من أخشاب الاوكالبتوس في بطاح شارون ومن شجر الصنوبر في جبل لبنان.
وبدئ بإتمام الخط إلى السويس في قلب صحراء سينا قبل أن تم إنشاء قسم بئر السبع. ولكن عمليات الإنشاء لم تتقدم بسرعة كما جرى في قسم مسعودية ـ بئر السبع لأن نقل الامداد للجيش كان من الأسباب الداعية لعدم سرعة العمل. ومع ذلك فقد أنشئ ٦٢ كيلو مترا نحو السويس وراء بئر السبع في صيف ١٩١٦ وكانت المحطة النهائية في القسيمة وعند ما جلا الجيش إلى جهة غزة في ربيع سنة ١٩١٧ اضطرت الإدارة إلى رفع الأقسام الجنوبية من بئر السبع. ثم بدئ بإنشاء فرع من التينة إلى ديرسند ـ بيت حاتون ومن ديرسند إلى الهوج ومسافتها ٥ ، ٥٣ كيلو مترا وبنيت أيضا فروع عسكرية ليضمن معها نقل محروقات الخط وهي طور كرم ـ كفر قرع ٢٤ كيلو مترا. وفرع جلينا ـ خضرا ستة كيلو مترات. وغزة ـ الهيشة ٢٨ كيلو مترا. القصر ـ الهرمل ١٩ كيلو مترا. ومن هذا كله يتضح أنه قد أنشئ في أثناء الحرب من الخطوط ٤٣٧ كيلو مترا وكانت كلها فروعا للخط الحجازي، وذلك رغم الصعوبات الكثيرة في تدارك اللوازم الضرورية.
ولما سقطت جبهة غزة واضطر الجيش للجلاء حتى أواسط فلسطين تركت أقسام الخط في جنوب طور كرم في تشرين الثاني سنة ١٩١٧ في حين أن الإنكليز كانت تسرع أثناء الحرب بإنشاء خط ساحلي من بور سعيد الذي خصص لمدد الجيش الإنكليزي. ولما استولت على فلسطين شرعت بتمديد هذا الخط من فلسطين أيضا في أيلول سنة ١٩١٨ وأوصلته إلى حيفا عند جلاء الجيش العثماني عنها. وبهذه الواسطة تم أول اتصال بين الخطوط المصرية