وفي غضون الحرب العامة وبعدها ، وعقب انسحاب الأتراك من الشام واحتلال السلطات الإنكليزية والفرنسية لها ، ظهرت فائدة هذا المشروع وبوشر بتنفيذه إذ ذاك حتى تم الاتصال بين حيفا والديار المصرية كما أنه سيتم عما قريب تمديد هذا الخط حتى مدينة طرابلس فيتصل بالخطوط الفرنسية.
الكهرباء وخطوط الترام في دمشق :
تم الاتفاق في ١٩ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ (٧ شباط سنة ١٣٠٥ ش) بين وزير الأشغال العامة في الدولة العثمانية وبين يوسف أفندي مطران على إنشاء خطوط ترامواي في مدينة دمشق يتفرع من مركز المدينة ويتجه نحو باب مصر (بوابة الله) في منتهى محلة الميدان ، وإلى جامع محيي الدين بن عربي في محلة الصالحية ، وإلى الباب الشرقي ومسجد الأقصاب ، ومن الباب الشرقي إلى دومة ومن باب مصر إلى المزيريب ، على أن تكون الخطوط الخمسة الأولى تجر مركباتها بالخيل ، والخط الأخير أي خط المزيريب تجر مركباته بالبخار. وقد منح يوسف أفندي مطران بموجب هذا الاتفاق امتيازا مدته ستون سنة وتعهد بالمباشرة بالعمل خلال سنة اعتبارا من تصديق مقاولة امتيازه وأن يتم العمل خلال سنتين ونصف. وقد قبلت الحكومة بإعفاء جميع الآلات والأدوات والدواب ولوازم الإنشاء من رسوم الجمرك أثناء العمل. وأعفت الأرضين والأعمال مدة الاستثمار من الضرائب. وقد أذن لصاحب الامتياز بتأسيس شركة مساهمة عثمانية خلال سنة اعتبارا من تاريخ صدور الأمر العالي على أن تبقى جميع الخطوط والمعامل والأدوات الثابتة ملكا للدولة عند انقضاء مدة الامتياز. أما الآلات والأدوات المتحركة كالعجلات وما سواها فالحكومة تبتاعها بتخمين قيمها.
وقد اشترطت الحكومة على صاحب الامتياز تعمير الطرق التي تمر منها خطوط الترامواي بعرض تسعة أمتار ، وكذلك أرصفتها ومجاري المياه فيها. وحددت أجور الركوب بثلاثة أرباع القرش الفضي للدرجة الأولى ونصف القرش للثانية وعلى ما نعلم إن يوسف أفندي مطران لم يقم بتنفيذ مقاولته هذه مدة طويلة من الزمن.