خلفاء الفاطميين بمصر والشام ، وبالغوا حتى أفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام. نقله من الموصل نور الدين محمود سنة (٥٦٥) وكانوا في النهار يجعلون جل اعتمادهم عليه في نقل الأخبار ولا سيما زمن الحروب الصليبية ، وله مراكز في هذا القطر من الجنوب إلى الشمال. وحمام الزاجل قديم في الإسلام ولعلّ عهده يردّ إلى ما قبل الدولة العباسية. ومما ذكره المؤرخون أن أماجور أمير دمشق (٢٥٦) أرسل إلى اليرموك رجلا وأعطاه طيورا ، قال له : أرسل الطيور بخبرك طيرا بعد طير. ومن جملة ما يعتمدون عليه في الليل المناور وهي مواضع رفع النار في الليل ، والدخان في النهار ، للإعلام بحركات العدو ، إذا قصدوا البلاد للدخول لحرب أو لإغارة ، ولما يرفع من هذه النيران أو يدخن من هذا الدخان أدلة تعرف فيها اختلاف حالات رؤية العدو والمخبر به ، باختلاف حالاتها تارة في العدو وتارة في غير ذلك. وقد أرصد في كل منوّر الديادب والنظّارة لرؤية ما وراءهم وإيراء ما أمامهم. والمناور المذكورة تارة تكون على رؤوس الجبال وتارة تكون في أبنية عالية. ومواضعها تعرف بها أكثر السفارة ، وهي من أقصى ثغور الإسلام إلى حضرة السلطان ، حتى إن المتجدد بكرة بالفرات كان يعلم به السلطان عشاء في مصر والمتجدد بها عشاء كان يعلم به بكرة. قال صالح بن يحيى : وفي سنة (٦٩٣) جعلت لأمراء الغرب في لبنان درك بيروت ليراقبوا البحر وجعلوا فيها رهجية وحمام بطاقة مدرج إلى دمشق وخيل بريد ، فكانت النار للحوادث في الليل وحمام البطاقة للحوادث في النهار والبريد لما يتجدد من الأخبار وكل ذلك فعلوه خوفا من رجوع الإفرنج. إلى أن قال : وذلك لأجل ما يتجدد من الأخبار ومنع الإفرنج عن الاجتماع بأهل كسروان. والزاجل والمناور تغني عن الهليوستا والابجكتيف أو البروجكتور عند أهل زماننا.
الجيش على عهد ملوك الطوائف :
كانت جمهرة الجيوش الإسلامية على عهد صلاح الدين مؤلفة من عرب وأكراد وأتراك وكان صلاح الدين كمعلمه نور الدين من عظام القواد