وبدأت تمد القضب الحديدية وتفرش الزفت وبدلت البلدية البلاط الأسود به. ومدت الشركة خطين للترام ، الأول يقطع مدينة حلب من الغرب إلى الشرق ويبتدئ من محطة دمشق وينتهي بمحلة القصيلة وطوله خمسة كيلو مترات تقريبا. وأما الخط الثاني فيقطع المدينة من الشمال إلى الجنوب ويبتديء من محلة الحميدية وينتهي عند شارع خان الحرير وطوله ثلاثة كيلو مترات ونصف تقريبا وعرض هذين الخطين متر واحد وخمسة سانتيمترات كعرض خطوط ترام دمشق.
خط الترام في طرابلس :
تجر بالخيل حافلات خط الترام الممتد بين مدينة طرابلس ومينائها. والميناء هي مرفأ المدينة تبعد عنها ثلاثة كيلو مترات. وقد منح امتياز هذا الخط في سنة ١٨٧٨ لشركة وطنية برأس مال قدره مائتا ألف فرنك أي تسعة آلاف ليرة عثمانية وهو ينقسم إلى ألفي سهم بقيمة مائة فرنك لكل سهم منها ، وقد أحسنت هذه الشركة إدارته واستثماره مما جعل الربح يختلف بين الأربعة عشر والستة عشر فرنكا لكل سهم.
أما ما يتعلق بخطوط الترام في سائر المدن الأخرى فمن دواعي الأسف أننا لم نقف على الوثائق المتعلقة بها ولذا لم نتمكن من ذكر شيء عنها.
الطرق العامة في الشام :
تتألف الشام من ثلاثة دروب موازية لساحل البحر تفصل بعضها عن بعض سلسلتان من الجبال الشاهقة تمتد الواحدة منها من صور إلى الإسكندرونة بلا انقطاع فيها إلا في نقطتين. والثانية تبتدئ من الجنوب وتنتهي بالقرب من حمص فيتلاقى الدربان درب البقاع مع درب دمشق وتحصل منهما سهول حماة وحلب العظيمة الممتدة حتى الفرات. فالسلسلة الأولى تتألف من جبل لبنان وتلعاته العديدة الشاهقة المرتفعة عن سطح البحر ما ينيف على الألفي متر والحد الأعظم ٣٠٦٣. ويمتد هذا الجبل ثلاثين كيلو مترا في الشمال الغربي إلى طرابلس. وهناك ينخفض عند فوهة حمص ثم يرتفع باسم جبل