النصيرية الذي يعلو ١٥٠٠ متر عن سطح البحر وجبل الأقرع وجبل كاسيوس المرتفع ١٨٠٠ متر عن سطح البحر. وبعد ذلك تمتد السلسلة حتى نهر العاصي الذي يقطعها بانخفاض عظيم وبعرض قليل. ثم تمتد هذه السلسلة حتى جبل اللكام وتدخل في أرض الترك حتى ترتبط بجبال طوروس. فهذه السلسلة تحد غربا الدرب الأول الذي هو عبارة عن الساحل. وكثيرا ما يقرب الجبل من البحر ويسقط فيه كما هو الحال بين صور وحيفا. ولا يوجد في هذا الدرب أرضون سهلية إلا بالقرب من حيفا وبيروت وطرابلس واللاذقية ولكنها قليلة المساحة. وقد أنشئت المدن المذكورة في هذه السهول. أما السلسلة الثانية الموازية للأولى فتبتدئ بجبل الشيخ (حرمون) بارتفاع ٢٨٠٧ أمتار وتتصل بالجبل الشرقي بارتفاع ٢٠٠٠ متر. وبين هاتين السلسلتين سهل البقاع الذي يبلغ عرضه ١٥ كيلو مترا ويمتد طوله بين الجبلين على مسافة عظيمة. وينحدر هذا السهل على طرفيه من نقطته العليا بالقرب من شمال بعلبك ويقطع هذا السهل النهران العظيمان نهر الليطاني الذي ينبجس من بعلبك فينحدر جنوبا ثم غربا حتى البحر. ونهر العاصي القريب من نهر الليطاني ينساب شمالا مارا بحمص وحماة وأنطاكية بين جبلي امانوس والأقرع ثم يصب في البحر المتوسط في السويدية ، وبشرق السلسلة الثانية يقع الدرب الثالث وهو سهل دمشق الذي تجري إليه مياه الجبل الشرقي التي تروي الصحراء.
وهناك جبل حوران (جبل الدروز) الممتد شرقا إلى الصحراء وكأنه بتخطيطه جزيرة منفصلة عن بقية الأرجاء. فهذه الدروب هي التي تقع فيها جميع البلدان الشامية وليس لهذا الجبل ارتباط بالسلسلتين المذكورتين ولذلك فمسألة الطرق تنحصر في ثلاث نقاط :
(أولا) طرق الاتصال بين المدن الواقعة في درب واحد. (ثانيا) الطرق الواصلة بين المدن الواقعة بين دربين متوازيين بواسطة طرق عرضية أي (شرقية ـ غربية). (ثالثا) الطرق المتشعبة كالشرايين في سهول دمشق وحلب. هذا هو الوضع الجغرافي للشام ذكرناه توطئة للبحث ومنها يتمكن القارئ من معرفة أكثر الطرق.