البرق والبريد والهاتف (١)
منشأ البرق «التلغراف» :
لم يكن إلى الربع الأخير من الحكم التركي بالشام برق ولا بريد ولا هاتف منظم. وضع نظام البرق في ٢٧ ربيع الأول سنة ١٢٧٦ ه ونظام البريد في ٢٦ المحرم سنة ١٢٨٦ ه وكان يتبادل بريد الحكومة على عهد الحكومات السابقة بواسطة السعاة والنجابين أو بواسطة حمام الزاجل. وتستعمل إشارات الضياء (الفوانيس) إبان الحروب عوضا عن الإشارات البرقية السلكية واللاسلكية والهوليسته المستعملة الآن ، واصطلح على استعمال كلمة برق عوضا عن كلمة تلغراف اليونانية المركبة من كلمتين تل ـ غراف والأولى بمعنى بعيد والثانية الكتابة أي الكتابة عن بعد ، منذ نحو ستين سنة واستعملت كلمة الهاتف على عهد الحكومة العربية عوضا عن كلمة تلفون اليونانية المركبة من تل وفون أي الصدى البعيد.
وللبرق ثلاثة فصول : الشبكة والآلات والأدوات المستعملة وشكل الإدارة والمخابرة واقتصرت شبكة البرق بدمشق على العهد التركي ، حتى سنة ١٨٩٩ على الأسلاك الممتدة منها شمالا إلى حلب وجنوبا إلى القنيطرة ، الصلت ، حوران ، وشرقا دومة ، وغربا بيروت ، حاصبيا ، ثم توسعت هذه الشبكة في سنة ١٩٠٠ بتمديد الخط البرقي الحجازي من الصلت حتى المدينة المنورة وامتد فرع منه بين معان والعقبة. وللسلك البرقي الحجازي عمود تذكاري ركز في ساحة الشهداء بدمشق.
__________________
(*) أخذت معلومات هذا الفصل من إدارة البريد والبرق في دمشق.