وتفرع من السلك الشمالي فرع امتد بين حمص ، طرابلس وحمص ، بعلبك وحماة ، سلمية وحماة ، العمرانية ومن السلك الجنوبي إلى جبل الدروز وبصرى ، وعلى أثر جلاء الجيش التركي ودخول جيش الحلفاء أواخر سنة ١٩١٨ خربت هذه الشبكة ثم أعيد إنشاؤها على عهد الحكومة العربية إلى ما كانت عليه قبلا حتى انسلاخ فلسطين وشرقي الأردن وجبل الدروز عن جسم الشام. وظلت هذه الشبكة البرقية بطول ١٥٧١ كيلو مترا.
وقد أنشأت الحكومة التركية أثناء الحرب العامة المخابرات اللاسلكية بدمشق وحلب واستعملت الإشارات الضيائية والبصرية بالأعلام والسواعد ضمن قطعات الجيش فقط.
الآلات والأدوات والمخابرة :
كانت الآلات والأدوات البرقية المستعملة على العهد التركي حتى سنة ١٣٠٥ ه ١٨٨٩ م منحصرة في نوع سميس ومورس الأوربي ثم عدلت هذه الأدوات في مصنع البرق الذي أحدث في نظارة البريد والبرق في الاستانة بشكل جمع بين النوعين المذكورين بجعل إبرة الكاتبة بآلة الأخذ للمفاوضات البرقية أن تنقش الإشارات الرمزية .. ـ (ـ ـ ... ـ ... ـ ـ.) على شريط الورق بصورة ناشفة بدلا من نقشها بالحبر كالآلات السابقة ثم ألغت النظارة استعمال الأبرة والسلك على أثر ترقي الموظفين بتلقي نقرات المخابرة سماعا وأصبحت الآلات المذكورة من نوع البارلور الذي هو عبارة عن الآلة الآخذة ، وقد اقتصدت الإدارة بوجود أقسام الكتابة ثلاثة أضعاف ما كانت تكلفها قبلا. واستمر الحال على استعمال هاته الآلة حتى نشوب الحرب العامة فأحدثت الماكنات المضاعفة (دوبلكس) الألمانية والانكليزية التي سهلت المخابرة أخذا وردّا في آن واحد على خط واحد كإحداثها ماكنات الهوك المفردة والمضاعفة التي تنقل المخابرات البرقية على السلك الورقي حروفا هجائية أخذا وردّا.
وكانت المفاوضات البرقية على العهد التركي حتى سنة ١٩٠٠ في أكثر المراكز تنحصر باللغتين الشرقيتين التركية والعربية ولا تتعدى الأرض العثمانية