عدا بضعة مراكز كدمشق وبيروت وما يماثلها من مراكز الولايات وبعد ذلك أحدثت المفاوضات الغربية بين المراكز العثمانية وأوربا.
إحداث الهاتف :
أحدث الهاتف في الشام بعد إعلان القانون الأساسي في تركيا خلال ٩٠٨ / ٣٢٤ وكان منحصرا بالدوائر الرسمية الرئيسية الملكية والعسكرية ورخص بتمديد الأسلاك الخصوصية في مسكن كل مشترك وحانوته أو مشترك آخر في بلدة واحدة تحت إشراف ديوان البرق الملكية. واستمرت هذه الشبكة الهاتفية بشكلها حتى نشوب الحرب العامة فألغيت منها الأسلاك الخاصة وانحصرت بالأسلاك الرسمية التي تجاوزت نفس دمشق وتوسعت إلى مناطق الجيوش ومواقع الحرب حتى إذا انجلت الحكومة العثمانية عن القطر ودخل الجيش المحتل استلمها وأسس على أنقاضها شبكة خاصة عسكرية ومدها إلى مناطق الانتداب الرئيسية كدمشق وحمص وحماة وحلب والإسكندرونة الخ. وسمح للسكان والتجار بالاشتراك والارتباط والتخاطب بها مقابل أجور مقطوعة على كل ثلاث دقائق تمر أثناء المخابرة. وارتبطت الحكومات الوطنية في كل من هاته البلدان بدوائرها المركزية هاتفيا واستقلت الدرك بشبكة خاصة مع مخافرها.
أما الهاتف اللاسلكي الرسمي فانحصر بإدارة الراديو العسكري أخذا وردّا والهاتف اللاسلكي التجاري سمح به في قسم الأخذ منه تحت إشراف إدارة البريد والبرق دون استعمال آلة الرد أي الإصدار.
منشأ البريد :
البريد كلمة فارسية مختصرة من كلمتي بريد ذنب أي مقطوع الذنب. والسبب بهذا الاصطلاح غير المأنوس هو أن الفرس كانوا يقطعون أذناب الحيوانات التي تنقل بريد الحكومة تمييزا لها عن بقية الحيوانات التي تستخدمها لركوب الدرك والجباة. فحذفت العرب كلمة الذنب واقتصرت على كلمة البريد والجمع منها برد. ولم يكن قبل القرن السابع عشر أثر للبريد على ما ورد في مجموعة البرق والبريد التركية.