المصانع والقصور
تقاسيم المصانع وعظمتها :
إن قطرا كهذا القطر البديع ، تعاقب الحكم عليه الحثيون والمصريون والبابليون والأشوريون والفرس والفينيقيون والإسرائيليون والرومان واليونان والعرب والترك والتتر والشركس ، وأعجب الفاتحون بخيراته ، واغتبطوا بالاستيلاء عليه ، لموقعه الممتاز بين الأقطار والقارات ، فجعلوه محط رحالهم ، ومجازا إلى فتوحهم ، لا يستغرب منه إذا رأينا فيه مصانع تشهد لبانيها بسلامة الذوق ، وجودة الإبداع ، وعظمة الباني.
إن الشعوب التي أنشأت مصانع وادي موسى وجرش وعمان ومأدبا وبعلبك وتدمر وأفامية ودمشق وحلب والقدس كانت ولا شك ذات معرفة بالهندسة ، لا تقل عن أهل هذا العصر بها ، لأن ما شادوه صارع الأيام وصرعها ، وبقيت منه هذه البقايا على كثرة ما تناولها من الهدم والتحريق ، بأيدي المخربين ، من الظالمين والمظلومين ، وسطا عليها من عوامل الطبيعة القاسية.
تنقسم مصانع الشام إلى قسمين : مدني وديني ، فالمدني كالقلاع والحصون والأبراج والمناور والمراصد والقصور والجسور والسكور والقنوات والمواني والطرق والدور والقبور والمستشفيات. والديني كالمعابد والبيع والأديار والكنائس والجوامع والمساجد والمدارس والرّبط والخانقاهات والملاجئ وما شاكلها.
مصانع الأمم القديمة :
ومن أقدم مصانع الشام ما وجد في قرية الحصن في عجلون من أنصاب