(Dolmens) يبلغ عددها المئتين على ما قال مالون ، وهي عبارة عن ثلاثة أحجار عادية ضخمة أحدها طويل منبسط ، يبلغ طوله ثلاثة أمتار في عرض مترين ، يركز أفقيا فوق حجرين آخرين مربعين مستطيلين ، ومنها ما يبلغ علوه ٨٠ س ومنها ضعف ذلك. وقد زعموا أنها كانت مذابح دينية وأنها هي المشارف التي تكرر ذكرها في الأسفار المقدسة. والرأي المرجح أنها كانت قبورا ، ولا يعرف لها تاريخ أكيد. والعلماء يجعلون عهدها في الطور المعروف بطور الظران. وربما كانت أقدم عاديات الشام.
ومن أقدم مصانع الحثيين قلعتهم التي أنشأوها على الفرات في كركميش (جرابلس) فبقيت حسكة في حلق نينوى إلى نحو سنة ٧١٠ قبل الميلاد حتى استولى الأشوريون عليها. وبنو إسرائيل كالحثيين لم يتركوا في فلسطين منبتهم ومطلعهم سوى آثار ضئيلة. وأهم ما بقي من آثارهم ، معبدهم في القدس أو معبد سليمان الذي جمع إليه الصناع والمهندسين من صور بمساعدة الملك حيرام سنة ١٠١٣ قبل الميلاد ، وقد حرق هذا المعبد فرمم غير مرة على عهد ملوك يهوذا سنة ٥٨٨ قبل الميلاد ، ولما عاد اليهود بعد ثنتين وخمسين سنة من أسرهم في بابل جددوا المعبد على مثال الأول في الجملة ، وكانت دثرت محاسنه الأولى ، ثم وقع ترميمه في أدوار مختلفة ولم يصب هذا المعبد بأذى على عهد السلوقيين خلفاء الإسكندر المقدوني في الشام ، ولا في زمن بومبيوس الروماني ، لأنه كان من عادة اليونان والرومان ولا سيما الرومان ، أن لا يقاتلوا الأمم التي يدوخونها على أربابها. وربما اقتبسوا ممن غلبوهم على أمرهم عباداتهم من غير نكير.
وسّع هيرودوس ملك اليهود معبد سليمان ، وانتهى على عهد نيرون ، وكان عمل فيه ألف كاهن وألوف من العملة دهرا طويلا. وقد قيل : إن سليمان خزن من غنائمة لبناء معبده مئة ألف وزنة من الذهب ومليون وزنة من الفضة ، قدرت بسكة زماننا بثمانمائة وتسعة وثمانين مليونا ونصف مليون جنيه ، وذلك ما عدا الحديد والنحاس والخشب. فكمل بناؤه سنة ١٠٠٥ قبل الميلاد وكان فخر أورشليم ، وأجمل بناء في العالم. وقد شيد بجانب الهيكل الشرقي رواق من السواري أي العمد ، فأدار الملوك المتأخرون