بها سور المدينة من ثلاثة جوانب ، ويحدق بها من الجانب الآخر جدار معقود بالجص. وكانت بيوت صور كبيوت طرابلس ذات طبقات ست وسبع وثمان على عهد الفينيقيين.
ولا يزال سور بانياس بين طرطوس واللاذقية قائما ، ولا يعرف إذا كان من صنع الفينيقيين أو البلاسجيين ، لأنه أشبه بعمل البلاسجيين سكان إيطاليا ويونان القدماء. وهكذا يقال في أسوار بيروت وصيدا وجزيرة أرواد وعمريت ومعبد هذه على رأي (رنان) أقدم معبد بل يكاد يكون المعبد الوحيد الذي بقي من آثار العنصر السامي. أما قبور الفينيقيين فهي أهم ما اكتشفت في أرضهم ، وكلها تقريبا نقرت في الصخر كمثيلاتها في أرجاء يهوذا والعرب ، أي عبارة عن عقود كبرى جعلت فيها النواويس لأسرة برأسها. والقبور التي ظهرت في عمريت هي أهم ما عرف من نوعها وكذلك ما ظهر في جبيل وصيدا ولا سيما النواويس الأربعة التي وجدت في هذه المدينة ، ولا تزال محفوظة في متحف فروق.
بحث الأثريون في فلسطين عن المعاهد الدينية في الأكثر ، وامتدوا في حفرياتهم إلى أرض العرب للعثور على مدنية يعتدّ بها سبقت الرومان واليونان. وكل ما عثروا عليه تافه في الحقيقة. وقد تبين لهم أن البيوت كانت كقصور الملوك تحتوي على دائرتين : دائرة الرجال أو الثويّ وهو المكان المعدّ للضيف «السلاملك» ، ودائرة الحريم ، شأن قصور الشرق الإسلامي لهذا العهد. وما قصر هركان في عراق الأمير ، وحصون القدس ، وبرج أنطونينا ، إلا من بقايا الهندسة اليونانية الرومانية. وتقلّ في فلسطين وشمالي غربي ديار العرب القبور التي يرد عهدها إلى الزمن الذي يسبق العصر اليوناني. وقبور مدائن صالح التي نحتت في الصخر يستدل منها أنها مثال من أمثلة البناء الأشوري. وقد اختلفت الظنون في هذا الشأن، والأثريون يوالون النبش ليكشفوا شيئا يستدلون منه على مدنية أقدم أمة نزلت الأرض المقدسة.
عاديات الرومان :
أقيمت عدة أنصاب في الشام لملوك الرومان منها ما عثر عليه الأثريون.