من بقايا الحافظ والآمر أو إلى من بقي من بقايا الوزراء الماضين كالجيوشية والأفضلية من بقايا أمير الجيوش بدر الجمالي وولده الأفضل أو إلى من هي منتسبة إليه كالوزيرية أو غير ذلك من القبائل والأجناس كالأتراك والأكراد والغز والديلم والمصامدة أو من المستضعفين كالروم والفرنج والصقالبة أو من السودان من عبيد الشراء أو العتقاء وغيرهم من الطوائف ولكل طائفة منهم قواد ومقدمون يحكمون عليهم.
وكان الجنود في دولة المماليك يقسمون إلى طبقتين : المماليك السلطانية وهم أعظم الأجناد شأنا وأرفعهم قدرا وأشدهم إلى السلطان قربا وأوفرهم إقطاعا ، ومنهم تؤمّر الأمراء رتبة بعد رتبة. وهم في العدة بحسب ما يؤثره السلطان من الكثرة والقلة. وقد كان لهم في زمن الناصر محمد بن قلاوون ثم في أيام الظاهر برقوق العدد الجم والمدد الوافر ، لطول مدة ملكهما واعتنائهما بجلب المماليك ومشتراها. والطبقة الثانية أجناد الحلقة وهم عدد جم وخلق كثير ، وربما دخل عليهم من ليس بصفة الجند من المتعممين وغيرهم بواسطة النزول عن الإقطاعات. وقد جرت عادة ديوان الجيش عدم الجمع على الجند كي لا يحاط بعدته ويطلع إليه هذا ما رواه القلقشندي وروى ابن فضل الله أنه كان لكل أربعين نفسا منهم مقدم ليس له عليهم حكم إلا إذا خرج العسكر كانت مواقفهم معه وترتيبهم في موقفهم إليه.
وكان أقوش الأفرم إذا مات لأحد من أجناده فرس يحضر الكفل إلى مطبخه ويأخذ من الديوان ستمائة درهم. وإذا خرج إلى بيكار أي حملة فجميع جنوده إلى أن يعودوا لا يطبخ أحد منهم ولا يشتري تبنا ولا شعيرا. وذكر الأسدي أن عبرة العساكر في الشام في القرن التاسع كانت أربعة وعشرين ألف فارس وأنه كان في كل مدينة الأمراء والأجناد. وذكر الظاهري أن الجيوش كانت تنقسم في القرن التاسع أقساما وهي أجناد حلقة وبحرية وتركمان وعرب وأكراد وغير ذلك. وأجناد الحلقة بدمشق اثنا عشر ألفا ، ومماليك كافلها والأمراء بها ثلاثة آلاف. وأجناد الحلقة في حلب ستة آلاف ومماليك كافلها والأمراء بها ألفان. وأجناد الحلقة بطرابلس أربعة آلاف ومماليك كافلها والأمراء بها ألف. وأجناد الحلقة بصفد ألف ومماليك