الدائرة أبواب ومسالك ، وكل درجة وعليها مرتبة من الناس ، وكلهم ينظرون إلى الملك وهو ينظر إليهم كلهم لا يحجبون عنه ولا يحجب عنهم في ذلك المجلس وكأنما هو ليوم الحكم العام فقط ، وبالقرب من هذا الملعب أيضا ملعب وفيه عمد طوال قائمات وفي كل منهن بكرة ، وهن مستديرات المراكز كصورة دائرة ، وكأنما كان على رؤوسها من الحجارة عتبات من عمود إلى عمود وفوق ذلك أبنية لأهلها وآثار شاهدة ، ولا يعلم في الشام من الآثار مثل هاتين المدينتين إلا مدينة بعلبك وباب البريد بدمشق اه».
وصف المحدثين خرائب جرش :
تبدأ خرائب جرش من الجنوب بباب النصر المسمى باب عمان وهو بناء عرضه ٣٠ ، ٢٥ م والشق الأوسط منه ٤٧ ، ٦ على ١٢ مترا من العلو ، وله من كل جهة باب وهذا البناء أشبه بقوس النصر المنسوب لتراجان في مدينة رومية. ولذلك يظن أن البناء يرد عهده إلى القرن الثاني للميلاد. وفي غربي هذا الباب سطح واسع فيه محلان ، وفي الأسفل مسرح لتمثيل الحروب البحرية ، وله بحيرة طولها ٥٠ ، ١٥٥ م وعرضها ٥٥ مترا ، وله أربعة سدود من جنوبها وعمقها ٧٠ ، ٤ م ومقاعد للمتفرجين على طول المحل. وهذا الحوض متصل بقناة مع العين. ويفصل الحائط الشمالي المسرح بملعب كبير قطره ٥٥ ، ٩٠ م لا تزال ترى فيه أربعة صفوف من الدرجات وعلى مقربة من الملعب بقايا مدفن كبير. وعلى بضع خطوات من الغرب بقايا معبد طوله ٣٠ مترا وعرضه ٢٠ ، ٣٠ ، وكان للبناء المحيط به عمد منفردة أحد عشر عمودا من الشمال ومثلها من الجنوب ، وثمانية أعمدة من الشرق ومن الغرب. وكان للدهليز صفان من الأعمدة وله تيجان قورنتية وعرض الرتاج ٧٠ ، ٤ م وكاد طول غرف المتفرجين التي ما زالت جدرانها الجنوبية سليمة إلى عشرة أمتار ٢٥ مترا وعرضها ١٥. وقد فقدت تيجان القواعد المركبة (الركائز) المبنية من الصخر المحكم الوضع وقام في العالي طنف بسيط قليل البروز. ومجموع البناء حسن للغاية. وقام مسرح الجنوب المتصل بالجهة الغربية من هذا المعبد على سور المدينة. ولا يزال ٣٢ صفا من المقاعد سليما. ومعظم