في عرانينها دخان مثار |
|
وبألحاظها سيول شرار |
تلك آياتهم وما برحت في |
|
كل آن روائع الزوار |
ضمها كلها بديع نظام |
|
دقّ حتى كأنها في انتثار |
في مقام للحسن يعبد بعد ال |
|
عقل فيه والعقل بعد الباري |
منتهى ما يجاد رسما وأبهى |
|
ما تحج القلوب في الأنظار |
أنطاكية وحمص وأفامية والبارة ودمشق :
هذا إجمال في المصانع الكبرى في هذه الديار وهندستها ، ومن أهم آثارها أنطاكية التي بناها انطيغنوس وأكمل زخرفها سلوقس سنة (٣٠٠) قبل الميلاد. وكان فيها من عجائب الهندسة اليونانية ما لم يكتب ليونان أن تعمل مثله في أرضها ، ولو لا أن الزلازل تحيفتها في أدوار مختلفة لكانت اليوم من أهم ما يقصد للزيارة. وكانت أنطاكية عاصمة الشرق أيام اغسطس قيصر كما كانت رومية عاصمة الغرب. ومن يدخل أنطاكية ويذكر ما كان فيها من القصور والدور والمعابد والهياكل والحمامات والقنوات ودور التمثيل يبكي لبلد اتفقت الآفات السماوية والأرضية على تخريبه ، ولم يبق من عظمته التاريخية سوى بعض جدران قلعتها القديمة.
ومن جملة آثار الهندسة الرومانية أو اليونانية بحيرة قدس أو خزان حمص وقناة سلمية وجسر قنوات وآثار سبسطية ومنها مصانع حلب ، وهي صورة تامة من نشوء الهندسة ، وقد غنيت هذه المدينة الأخيرة بالمصانع ذات الهندسة العسكرية والدينية والمدنية وما برح معظمها بحاله. ومن أهم ما في شمالي الشام ملعب أفامية (قلعة المضيق) وملعب دفنة وكان فيها معبد أبولون رب الشمس والنور والصنائع والآداب والطب عند قدماء اليونان ، ونصب فيها برياكسيس المهندس الآثيني تمثالا للرب اشتهر بين العارفين بالصنائع الجميلة ، وهو قابض بيده على قيثارة ، وقد صورت صورته على نقود أنطاكية وفيها معبد ديان والزهرة وغيرهما من الأرباب.
وكانت مدينة أفامية على عهد السلاقسة خلفاء الإسكندر من المدن الكبرى بدليل ما ذكره الهمداني من أنه كان فيها ملعب يعد من البناء المذكور في