العالم. وكانت مستقرا للجيش الرومي. وفيها زرائب وإصطبلات تؤوي ٣٠٠ فيل و ٣٠٠ جاموس و ٠٠٠ ، ٣٠ حصان ترعى في سهلها الخصيب وترد ماءها العذب النمير. وقد دك حصنها بومبيس وكان من أمنع الحصون. وفيها إلى اليوم آثار شارع يمتد من الباب الشمالي وعلى جانبيه سوار وعمد مختلفة الأشكال والحجوم تبلغ نحو ١٨٠٠ سارية يردّ عهدها إلى أواخر حكم الرومان. ولا يزال كثير من الأرتجة والأبواب قائما وهناك خرائب أخرى لم تعلم ماهيتها.
ومنها خرائب البارة في الشمال غربي العاصي. وخرائبها واسعة ومهمة وشوارعها العديدة وبيوتها «على رواية فان برشم» لا تزال محفوظة. منها بقايا خمس أو ست كنائس وبيع. وفي ضواحيها بيوت مهملة عملت من الحجر الصلد يكفي أن تسقف بالخشب حتى تسكن وهي خالية. وإن ما هنالك من مصانع ومعابد وبيع وقصور وكلها تقريبا من العهد المسيحي قد لا يخلو من نقوش ، ويرد عهدها على الأغلب إلى القرن الخامس والسادس ، وفي قلعتها من أحجار البناء ما يبلغ طوله المترين والثلاثة وعرضه ٧٥ س زبرت عليها حروف يونانية. وأغرب ما في عاديات هذه القرية أن خرائبها الواقعة على أربعمائة متر تقريبا ما زالت بحالها تذكر المرء بآثار بومبيه ومساحتها السطحية أربعة كيلو مترات مما دل على عظم المدينة في القديم. وقد قام بين المحلتين قصر ذو طبقتين محفوظ في الجملة اسمه دير سوباط وفيه آثار ونواويس وأبواب أزلية. وقد وجد على أحد أبوابها كتابة يونانية معناها «ليحفظ المولى من ملكك ومخرجك الآن وفي العصور المقبلة آمين» وكانت هذه المدينة في سعة حلب كما يفهم من خططها.
ومن أهم الآثار القديمة بدمشق الشارع العظيم الذي كان يخرقها من الشرق إلى الغرب أي من الباب الشرقي إلى باب الجابية وطوله ١٦٠٠ متر وعلى جانبيه رواقان من العمد وهو اليوم مستور مردوم قامت عليه الدور والحوانيت. وكان مقسوما إلى ثلاثة أقسام الوسط للدواب والعجلات والرصيفان بجانبه للذاهبين والجائين. والباب الشرقي اليوم على ما يرى هو أحد الرصيفين فقط بحيث يستدل من ذلك أن الشارع لم يكن عرضه أقل من خمسة وثلاثين