مترا. ومن العاديات القديمة في دمشق مدخل الكنيسة ولا سيما من الغرب وهي التي أصبحت في الإسلام الجامع الأموي.
حوران ولبنان وغيرهما :
ولا تزال خرائب بصرى قصبة حوران ، وأحصن مدن باشان ومعقل الرومان ، شاهدة بما كان في تلك المدينة من الفخامة والعظمة. وكان طولها داخل السور كما قال بورتر ميلا وربع ميل وعرضها ميلا ، ويحيط بالسور ربض كثير الباني ، ومحيطها خمسة أميال لها سور عالي الجدران ، وثيق البنيان ، وقلعة لا أحصن منها في عامة أرض الشام. ويقطع المدينة شارع كبير على طولها يمر في وسطها له بابان جميلان على طرفه وشوارع رحبة وفيها ما يفوق الوصف من غرائب الصناعة ، وبدائع البناء ، وأساليب النقش في الهياكل والكنائس والقبور والمذابح ، وركام الأنقاض وبيوت الأقدمين. وقوس نصر أقيم للقائد فيليبس الذي صار امبراطورا وهو من أهالي بصرى. والمشهد نصف دائرة قطره ٢٧١ قدما وهو مكشوف من الأعلى مثل كل المشاهد الرومانية. وفيها مشهدان وستة هياكل وعشر كنائس أو عشرة مساجد ، عدا القصور والحمامات والسبل والقنوات وأقواس النصر وغير ذلك من المباني الكثيرة وبعضها ما يصلح أن تزدان به أعظم عواصم أوربا الآن.
ولقد شوهد في معظم المدن التي بناها الرومان في هذه الديار وفي غيرها أنها متشابهة في مرافقها إلا قليلا. ففي كل مدينة ساحة عامة (فوروم) وما يتبعها من المرافق ومعبد الكابتول أو معبد المشتري وجونون ومينرفا (ربة الحكمة والفنون والحرب). وكانت في المدن الرومانية بمثابة البيع الكاتدرائية في مدن أوربا الحديثة. وفيها أسواق ذات نضائد من الحجر وفوارات ومقاسم ماء ذات قنوات لا تزال ترى إلى اليوم آثارها. ومراحيض عامة وخاصة. وأماكن للاستحمام فيها مغاطس باردة وحارة وبيوت للتعريق. وقاعات للرياضة والمحادثة ومماش للتنزه. وأفران وأقواس نصر وأبواب تغلق ليلا ودور تمثيل لا يزال في أكثرها مصاطبها المدرّجة ومساكن خاصة.