القديمة ومنها قناتان تمتدان بين نهر الكلب وجونية. والثانية القناة الكبرى التي كانت تنقل مياه الجبل إلى بيروت وهي من عجائب الآثار القديمة. ومنها هيكل دير القلعة بالقرب من بيت مري في لبنان وهيكل أنقا عند منبع نهر إبراهيم وهيكل فقرا فوق مزرعة كفر ذبيان في سفح جبل صنين. وفي لبنان هياكل رومانية أخرى كهيكل زيزا وناوس في جهات أميون قرب طرابلس وتماثيل كثيرة مبعثرة. وفي البترون حصن منيع وملعب وفي بيروت مسرح ، ومن قلاعهم قلعة صربا ويحمور. ومن أجمل حماماتهم حمام شهبة الذي يذكر بخرائبه الفخمة كما قال ري بحمامات كاراكالا في رومية. وكنيسة السويداء التي تشبه كنيسة القديس بولس في رومية. قال ولا شك أنها أجمل قطعة من هندسة روم القسطنطينية في جميع إقليم حوران.
الهندسة الشامية والكنائس والهياكل :
قال أحد علماء الآثار : إن في الشام الوسطى مجالا واسعا للأبحاث العلمية ودرس العاديات ، فإن فيها ما لا يحصى من الأبنية العادية كالهياكل الوثنية والكنائس المسيحية ودور الخاصة والأندية العمومية من أواخر القرن الأول قبل المسيح والقرن السابع للميلاد ، ولأكثرها كتابات تاريخية تزيل الريب في زمانها. وهذه الآثار تتوالى سنة بعد سنة حتى لو جعلت على سياق متواصل لما وجدت عشرة أعشار من السنين خالية من أثر أو آثار.
وقد عدّ ابن خرداذبة من عجائب البنيان ملعب فامية وتدمر وبعلبك ولدّ وباب جيرون قال والروم تقول : ما من بناء بالحجارة أبهى من كنيسة الرّها (أورفة) ، ولا من بناء بالخشب أبهى من كنيسة منبج ، لأنها بطاقات من خشب العناب ، ولا بناء بالرخام أبهى من قسيان أنطاكية ، ولا بناء بطاقات الحجارة أبهى من كنيسة حمص. وبيعة القسيان في أنطاكية هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان بدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة والطلبة للدرس ، وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا اثنتتي عشرة ساعة ، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين ومناظر حسنة تخرّ منها