والصخرة الشريفة قائمة على درابزين من خشب منقوش مدهون بأنواع الأصباغ طولها ٧٠ ، ١٧ مترا وعرضها ٥٠ ، ١٣ مترا ويبلغ ارتفاعها عن الأرض نحو ٢٥ ، ١ متر إلى مترين ، وينزل إلى المغارة التي تحتها بإحدى عشرة درجة من جهة القبلة ، وعند باب المغارة قنطرة معقودة بالرخام العجيب على عمودين وبباطنها محرابان كل محراب على عمودي رخام لطيفين ، وأمام المحراب الأيمن صفّة تسمى مقام الخضر يواجهها عمود رخام قائم للسقف وآخر راقد ، وفي الركن الشمالي منها صفّة تسمى باب الخليل ، وجميع باطن أرض الصخرة والمغارة مفروش بالرخام ، وفي وسط المغارة بلاطة مستديرة ينبعث عنها إذا نقر عليها رنين تتجاوب أصداؤه مما يدل على خلو ما تحتها. وحول الدرابزين الخشب مصلى للنساء وهو محاط بالقضب الحديدية من جميع جهاته ، وله أبواب أربعة لا يفتح منها عادة إلا الباب الغربي الموازي لباب النساء وهو من عمل الصليبيين إبان احتلالهم بيت المقدس.
صفة المسجد الأقصى :
يقع المسجد الأقصى جنوبي جامع الصخرة وطوله ٨٠ مترا وعرضه ٥٥ مترا عدا ما أضيف إليه من الأبنية ، وأول ما يقابلك من هذا المسجد عند مدخله من الجهة الشمالية رواق كبير أنشأه الملك المعظم عيسى صاحب دمشق سنة (٦٣٤) ه وجدد من بعده وهو مؤلف من سبع قناطر عقدت على ممشى ينتهي إلى سبعة أبواب ، كل باب يؤدي إلى كور من أكوار المسجد السبعة. وللمسجد عشرة أبواب والبناء قائم على خمسة وأربعين عمودا. والغالب أن هذه الأعمدة قديمة نقلت من أنقاض أبنية متنوعة أقدم عهدا من الحرم. وفوق الأعمدة قناطر يربط بعضها ببعض أخشاب ضخمة مستطيلة ، وفوق القناطر صفان من الطاقات ويتألف باطن السقف من عوارض كلها من الخشب. وعدة ما في المسجد من السواري أربعون ، وهي ضخمة مربعة الشكل مبنية بالحجارة. وبأقصى الباب من جهة الجنوب قبة مرتفعة مزينة بالفصوص الملونة المذهبة. وهي مما رممه صلاح الدين (٥٨٤ ه) كما رمّ أكبر جناحي المسجد ، والقبة والجناح على الغالب إنما صنعا في خلافة المهدي