بعد تهدم المسجد بفعل الزلازل ، وهي كقبة الصخرة من خشب مكسوة بصفائح الرصاص من ظاهرها وبالفص المذهب من باطنها ، ومجدد هذه التزيينات هو الناصر محمد بن قلاوون سنة (٧٢٨) ه وهناك آيات قرآنية كتبت بخط كوفي على جانبي المحراب. والمحراب قائم على أعمدة لطاف من المرمر وبجانبه المنبر وهو من الخشب المرصع بالعاج والآبنوس عمل في عصر نور الدين زنكي ويقابل المنبر دكة المؤذنين وهي على عمد من رخام.
ومن داخل المسجد من جهة الغرب جامع النساء أو الجامع الأبيض ، وهو عبارة عن عشر قناطر على تسع سوار في غاية الإحكام بناه الفاطميون ، ومن جهة الشرق جامع عمر وهو معقود بالحجر والجير ، سمي بذلك لأنه بقية من الجامع الذي بناه عمر رضياللهعنه حين الفتح. وإلى جانب هذا البناء إيوان كبير معقود يسمى مقام عزير وبه باب يتوصل منه إلى جامع عمر ، وبجوار هذا الإيوان من الشمال إيوان لطيف به محراب يسمى محراب زكريا وهو بجوار الباب الشرقي. وفي صحن المسجد الأقصى شمالا بركة مستديرة من رخام سورت بالقصب الحديدية يقال لها الكأس ، يأتيها الماء بأنابيب خاصة من عيون جارية بالقرب من برك المرجيع المسماة ببرك سليمان أهمها عين عطاب ووادي الآبار.
ومن الآثار المهمة في الحرم البناء السفلي المعقود بالحجر معروف عند الإفرنج بإصطبل سليمان وهو عبارة عن مهد عيسى ومحراب مريم والعقود الواسعة التي يقوم عليها المسجد الأقصى. وكذا البراق الشريف وهو في السور الغربي وجامع المغاربة والمدرسة النحوية المعظمية وفيها اليوم دار كتب المسجد الأقصى وهي من أبنية الملك المعظم (٦٠٤ ه) ومنبر القاضي برهان الدين بن جماعة ومحرابه. وقبة السلسلة وهي شرقي قبة الصخرة وعلى شكلها صنعت في أيام عبد الملك بن مروان. وقبة المعراج سنة (٥٩٧) ه. وسبيل قايتباي (٨٨٧ ه) وما يحيط بالحرم من المدارس القديمة ..
هذا حاضر المسجد الأقصى وما إليه وقد أثرت فيه عوامل الطبيعة كالمطر والشمس والثلج والأعاصير الشديدة فنقبت ما يكنها من صفائح الرصاص ، ونخرت ما قامت عليه من الأخشاب منذ زمن بعيد ، فبادر المجلس الإسلامي