الأعلى إلى الكشف عن البناء فتبين أنه يحتاج إلى مئة وخمسين ألف جنيه على أقل تعديل. وألفت لجنة لعمارته برئاسة المعماري كمال الدين واستصرخ الأمم الإسلامية لمعاونته فجمع زهاء ثمانين ألف جنيه ، وشرع حالا بما كان احكم بناؤه من حجر منقوش أو مرمر مسنون أو خزف مصقول أو خشب منجور أو صفر مطلي بالفضة أو مكسو بالتبر ، أو فص مذهب مزين ملون مشجر مزهر مرصع موشى منمق ، ويوشك بفضل الله أن يعود إلى ما كان له من بهجة في الأعصار السالفة.
وصف المقدسي للمسجد الأقصى في القرن الرابع :
وصف المقدسي المسجد الأقصى فقال : هو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود ، طول الحجر عشرة أذرع وأقل ، منقوشة موجهة مؤلفة صلبة ، وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وكان أحسن من جامع دمشق ، لكن جاءت زلزلة في زمن بني العباس فطرحت المغطى إلا ما حول المحراب ، فلما بلغ الخليفة خبره قيل له : لا يفي برده إلى ما كان بيت مال المسلمين ، فكتب إلى أمراء الأطراف وسائر القواد أن يبني كل واحد منهم رواقا فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان ، وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حد أعمدة الرخام ، وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث ، وللمغطى ستة وعشرون بابا ، باب يقابل المحراب يسمى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهب ، لا يفتح مصراعه إلا رجل شديد الباع قوي الذراع ، عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلهن ، ومن نحو الشرق أحد عشر بابا سواذج ، وعلى الخمسة عشر رواق على أعمدة رخام أحدثه عبد الله بن طاهر وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين وعلى المؤخر أروقة آزاج من الحجارة وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة والسقوف كلها إلا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط وسطه دكة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من الأربعة جوانب في مراق واسعة ، وفي الدكة أربع قباب : قبة السلسلة ، قبة المعراج ، قبة النبي صلى الله عليه