أهل دمشق كان أميرا على مكة وولي إمرة العراقين وكانت داره بقنطرة سنان بباب توماء.
وبعض هذه القصور لا تزال أسسه ماثلة للعيان مثل قصر الموقر والمشتى لم ينسفها العباسيون كما نسفوا آثار المدن ونقضوا سور دمشق يوم فتحوها حجرا حجرا ، وأخربوا أيضا قصور الأمويين في حلب مثل قصر سليمان ابن عبد الملك بالحاضر ، وقصر مسلمة بن عبد الملك بالناعورة بحلب ، ومنازل هشام بن عبد الملك في القطيفة من جبل سنير ، وقصري هشام في الرصافة ، وأبقوا في الغالب على قصر خناصرة من أرض الأخصّ لعمر بن عبد العزيز احترموه ولم يبقوا على غير قبره من قبور بني أمية. وفي الأغاني أن المأمون طاف على قصور بني أمية وتتبع آثارهم فدخل صحنا من صحونهم فإذا هو مفروش بالرخام الأخضر كله. والظاهر من كلام المقدسي ان آثار بني أمية كانت موجودة في القرن الرابع خلافا لما هو المعروف من أن العباسيين أتوا عليها كلها. والغالب أن بعض الأبنية لم تعور كثيرا ورمّت فاطلق عليها أسمها الأصلي ونسبت إلى بانيها الأول.
قصور خلت من ساكنيها فما بها |
|
سوى الأدم تمشي حول واقفة الدّمى |
تجيب بها الهام الصدى ولطالما |
|
أجاب القيان الطائر المترنما |
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى |
|
بها الوفد جمعا والخميس عرمرما |
عمل العباسيين :
قال الجاحظ : من شأن الملوك أن يطمسوا على آثار من قبلهم وأن يميتوا ذكر أعدائهم ، فقد هدموا بذلك السبب المدن وأكثر الحصون ، كذلك كانوا أيام العجم وأيام الجاهلية ، وعلى ذلك هم في الإسلام ، كما هدم عثمان صومعة غمدان وكما هدم الآطام (الحصون) التي كانت بالمدينة ، وكما هدم زياد كل قصر ومصنع كان لابن عامر ، وكما هدم أصحابنا (يعني العباسيين) بناء مدن الشامات (الشام) اه.
أما بنو العباس فلم تبق الأيام من آثارهم مصنعا يعتدّ به في الشام لنحكم على عظمتهم ، وكان من أهمها قناة قرية منين التي جرّها المأمون إلى معسكره