بدير مران في جبل قاسيون. وهذا عمل مهمّ مما بلغنا خبره لأن الطريق من منين إلى قاسيون يحتوي على أودية وشعاب ونجاد كثيرة ذكر ذلك ابن عساكر. وقد بني للمتوكل العباسي قصر بين داريا ودمشق فلم يعثر له على أثر. قال ابن كثير : إن المتوكل لما جاء دمشق عازما على الإقامة بها سنة أربع وأربعين ومائتين أمر ببناء القصور بها وهي التي بطريق داريا. ومن ذلك يفهم أنها كانت موجودة إلى زمن ابن كثير. وفي سنة (٢٦٢ ه) بنى الأمير النعمان دارا عظيمة في بيروت وحصن سور المدينة وقلعتها. أما المتغلبة على الملك في زمن العباسيين مثل الفاطميين والطولونيين والحمدانيين والسلجوقيين فإننا لا نعرف عن آثارهم كبير أمر أيضا ولا سيما بنو طولون وبنو عبيد فإنهم آثروا أن يجعلوا مصانعهم في مصر مقر ملكهم. كما آثر العباسيون أن يجعلوها في العراق وخراسان. ومما بناه ختكين والي دمشق للحاكم بأمر الله جسر الحديد تحت القلعة قلعة دمشق على نهر بردى ، وسخر الناس لأجل عمله وأخذ أموالهم.
ذكر ابن عساكر أن حمزة بن الحسن المعروف بفخر الدولة قاضي دمشق من قبل الفاطمييين جدد في دمشق مساجد ومنابر وقنوات وأجرى الفوّارة التي في جيرون. وذكر أنه وجد في تذكرته سبعة آلاف دينار صدقة في كل سنة وهو الذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية توفي سنة ٤٣٤. وكان لشمس الدين بن المقدم من كبار الدولتين النورية والصلاحية (٥٨٤) دار كبيرة بدمشق إلى جانب المدرسة المقدمية ثم صارت لصاحب حماة ثم صارت لقرا سنقر المنصوري ثم للسلطان الملك الناصر وله تربة ومسجد وخان. وكان الملك الأمجد صاحب بعلبك يقيم بداره التي داخل باب النصر بدمشق المعروفة بدار السعادة وهي التي ينزلها النواب ولعلها دار المشيرية التي حرقت في العهد الأخير ودار السعادة هذه أكملت عمارتها سنة (٤٠٨ ه) بعد إلزام النائب أهل البلد بعمارتها ، ومرمة ما يحتاج السكنى فيها وتحول إليها فسكنها.
آثار عربية محلية ميناء عكا :
وقد نشأت في القرن الرابع وما بعده في الشام حركة مباركة في العمران قام بها مهندسون من العرب انتهى إلينا قليل من أعمالهم مثل أبي بكر البناء