نقش على دائرة الدرابزين فيها :
دار بنيناها وعشنا بها |
|
في دعة من آل مرداس |
قوم محوا بؤسي ولم يتركوا |
|
عليّ في الأيام من باس |
قل لبني الدنيا ألا هكذا |
|
فليحسن الناس إلى الناس |
ولما تكامل البناء عمل دعوة حضرها الأمير محمود بن نصر فلما رأى حسن الدار وقرأ الأبيات المتقدمة قال : يا أبا الفتح كم صرفت على بناء الدار قال : يا مولانا هذا الرجل تولى عمارتها ولا أدري كم صرف عليها.
فسأل المعمار فقال : غرّم عليها ألفا دينار مصرية فأمر بإحضار ألفي دينار وثوب أطلس وعمامة مذهبة وحصان بطوق ذهب وسرفسار ذهب فسلمها إلى ابن أبي حصينة وقال له :
قل لبني الدنيا ألا هكذا |
|
فليحسن الناس إلى الناس |
وفي الروضتين أن صلاح الدين يوسف كان يزور القاضي الفاضل ليستضيء برأيه فيما يريد فعله في جوسق (قصر) ابن الفراش بالشرف الأعلى في بستانه ، حتى إن الصفي بن القابض لما تولى خزانة دمشق لصلاح الدين بنى له دارا مطلة على الشرف بالقلعة وأنفق عليها أموالا كثيرة وبالغ في تحبيرها وتحسينها وظن أنها تقع من السلطان بمكان فما أعارها طرفا ولا استحسنها ، وكانت من جملة ذنوبه عند السلطان التي أوجبت عزله عن الديوان وقال : ما يصنع بالدار من يتوقع الموت ، وما خلقنا إلا للعبادة والسعي للسعادة ، وما جئنا لنقيم ، وما نروم أن لا نريم.
القصر الأبلق :
ومن المصانع التي كانت بدمشق القصر الأبلق في الميدان القبلي ، وهو قصر عظيم مبني من أسفله إلى أعلاه بالحجر الأسود والأصفر ، بتأليف غريب وإحكام عجيب ، بناه الظاهر بيبرس البندقداري وعلى مثاله بنى الناصر محمد ابن قلاوون القصر الأبلق بقلعة الجبل بمصر. قال ابن فضل الله : وأمام هذا القصر أي أبلق دمشق دركاه (١) يدخل منها إلى دهليز القصر وهو دهليز
__________________
(١) : الدركاه البيت المستطيل أمام الدار يرتفق به.