همته ، ومستحسن ابتدائه ، ما أحدثه من البابين المستجدين خارج باب الحديد من القلعة بدمشق الأوسط منها ، وباب جسر الخندق الشرقي منها وهو الثالث لها ، أنشئ ذلك في سنة (٥٢٧) مع دار المسرة بالقلعة والحمام المحدثة على صيغة اخترعها ، وبنية اقترحها ، وصفة آثرها ، فجاءت في نهاية الحسن والطيبة ، والتقويم والاعتدال.
واشتهرت في القرن الخامس دار ابن عقيل صاحب صور (٤٦٥) دخلها أسامة بن منقذ فرآها وقد تهدمت وتغير زخرفها فكتب على لوح من رخام هذه الأبيات :
احذر من الدنيا ولا |
|
تغتر بالعمر القصير |
وانظر إلى آثار من |
|
صرعته منا بالغرور |
عمروا وشادوا ما ترا |
|
ه من المنازل والقصور |
وتحولوا من بعد سك |
|
ناها إلى سكنى القبور |
وذكر سبط ابن الجوزي أن أسامة الحلبي بنى دارا بدمشق بأنقاض بيوت الناس فخربت على يد أيوب بن الكامل محمد في سنة (٦٤٧) ، وكان أسامة قد غرّم عليها أموالا عظيمة وأخذ أراضي الناس والآلات بدون الطفيف ، وصح فيه القول القائل : الحجر المغصوب في البناء أساس الخراب. وكانت هذه الدار سبب هلاك أسامة.
تجديد المدن الصغيرة :
من المدن ما نبه ذكره بعد خموله في عهد الدولة الأتابكية والأيوبية مثل حماة فلم يكن لها في القديم نباهة ذكر ، وكان الصيت لحمص دونها ، فلما آلت إلى ملك بني أيوب مصروها بالأبنية العظيمة والقصور الفائقة ، والمساكن الفاخرة ، وفي جوامعها أثر من آثار الصنائع في القرون الوسطى وما قبلها. ومنها ما قام على أنقاض الكاتدرائية القديمة ، ومنها ما حرق وخرب واستعيض عنه مكان آخر ، مثل طرابلس ففي سنة (٦٨٨) فتحت طرابلس وأخرب سورها وكان من الأسوار العظيمة. وأمر السلطان بتجديد مدينة على مثل طرابلس فبنيت ثم سكنها الناس. ومثل ذلك يقال في غزة فقد قال الظاهري :