قلنا : وهذا ينافي ما كان يراه العرب في تخير أماكن بيوتهم فقد كانوا اصطلحوا على أن الأطراف منازل الأشراف قال البحتري :
عجب الناس لاعتزالي وفي الأط |
|
راف تلفى منازل الأشراف |
نماذج من آثار الشراكسة والعثمانيين :
ولذلك كنت ترى في سفح جبل الصالحية والربوة والشرف الأعلى الشمالي والشرف الأدنى الجنوبي من ظاهر دمشق قصورا أنيقة ينزلها القضاة والحكام وكبار أرباب الأملاك والأشراف ، ولكنها دثرت بالفتن المتواترة ولم تقو على عوادي الأيام حتى نحكم على ما عمله الدمشقيون وأسلوبهم في هندسة مصانعهم على العهد الإسلامي الأوسط. وقد خربت هذه كلها في عهد العثمانيين ويقول كاتب جلبي : إنه كان في المرجة بدمشق قصور عالية مشهورة في الآفاق لا يتأتى إيفاؤها حقها من الوصف لا سيما أبنية البرامكة وآثارهم فإنها لم تزل باقية إلى هذا العهد (القرن الحادي عشر) وروى الظاهري أن دمشق تشتمل على سور محكم وقلعة محكمة وبها طارمة مشرفة على المدينة بها تخت الملك مغطى لا يكشف إلا إذا جلس السلطان عليه وقال أيضا : إن ما في الميدان الأخضر في دمشق من القصور الحسنة عجيبة من العجائب وهذا في القرن العاشر.
وقد أنشأ العثمانيون بعض خانات في طريق الشام إلى الروم وفي طريق الشام إلى الحجاز وبعض قلاع أو أبراج ومنها برج قلعة طرابلس فقد كتب على أحد جدرها بعد البسملة «رسم الشريف العالي السلطاني الملكي المظفري سلطان سليمان شاه ابن السلطان سليم شاه لا زالت أوامره الشريفة مطاعة في الأمراء بأن يجدد هذا البرج المبارك ليكون حصنا منيعا على الدوام وكان الفراغ من عمارته في شهر شعبان المبارك سنة (٩٢٧)» وفي سنة (٩٦٧) أمر السلطان سليمان بتعمير قلاع بطريق الحاج الشامي وتعيين صنجق لكل قلعة واحدة بالقطرانة وثانية بمعان إلى ما وراء ذلك من أرض الشام ، فعمرت ودام الانتفاع بها زمنا طويلا.
ومن آثار العثمانيين في دمشق التكيتان السليمانية والسليمية والجامعان