السنانية والدرويشية. بنوها على الأسلوب التركي البيزنطي ولهم مثل ذلك في حلب ومنها المدرستان البديعتان مدرسة الخسروية والمدرسة العثمانية. قال سوبرنهيم الأثري : إن عددا عظيما من مصانع حلب يرد إلى زمن المماليك والعثمانيين وما عدا الجوامع الكثيرة مثل جامع الأطروش وألطون بغا والطواشي ومناراتها المختلفة الهندسة ـ وبفضلها تذكّر حلب بصورة القاهرة في هذا المعنى ـ فإن حلب قد احتفظت بالمستشفى الجميل الذي بناه ارغون سنة (٧٥٥) وبكثير من المخازن والخانات والحمامات والدور والسلسبيلات. وفي هذا المستشفى أفاريز ونقوش من أجمل ما نقش النقاشون ، تزينه فتجعله بهجة للناظرين. ومدينة حلب غنية بمصانعها الجيدة الهندسة ومنها العسكري والديني والمدني وكلها بما زبر عليها من الكتابات مادة واسعة لمن يريد أن يتصور أصول الهندسة لا في حلب فقط بل في شمالي الشام اه. ومن أجمل آثار الهندسة في حلب محراب مدرسة الفردوس التي بنتها ضيفة خاتون التي ملكت حلب ست سنين. ولو كتب البقاء للقصر الذي بناه بقرية بطياس من عمالة حلب صالح بن علي العباسي وقصر الدارين الذي بناه عبد الملك بن صالح خارج باب أنطاكية وقصر مرتضى الدولة أحد موالي بني حمدان وقصر سيف الدولة ابن حمدان الذي بناه بالحلمة من ضواحي حلب وتناهى في حسنه وعمل له أسوارا ، وقد أحرقه الروم في إحدى غزواتهم فلم يعمر بعد ذلك ، أو قصر آخر من قصور الحمدانيين ـ لو كتبت الأقدار ذلك لساغ لنا أن نحكم حكما صحيحا على هندسة دور الشهباء في القديم. والغالب أن هذا الطراز المعروف اليوم منها منقول كما هو الحال في دمشق عن الطراز القديم.
هندسة الجسور :
وفي سنة (٦٩٢) كان الفراغ من بناء جسر نهر الكلب الذي شرع ببنائه سيف الدين أرقطاي ، وكان بناؤه بعد خراب الجسر الذي أقامه انطونيوس الحليم الذي تملك على رومية بعد المسيح بمائة وأربعين سنة. وهو الذي قطع الصخور وبنى البرج ومشى في الطريق الذي على شاطئ البحر الموصل إلى مدينة بيروت ، كما هو مكتوب على الصخر قبالة الجسر القديم مما يلي قبليه