على هذه الصورة : الأمير ادوار قيصر مارقوس اورليوس أنطونيوس الحليم السعيد اغسطس كبير الجرمانيين الحبر الأعظم قطع الجبال المشتملة على نهر ليقا ونهج الطريق مهلا ولقبه بالطريق الأنطونياني. ولقب هذا النهر بالكلب لكونه بعد ما أصلحه أنطونيوس الملك نصب به قائمة (نصبا) من حجر كبير على صورة الكلب وقيده بسلسلة حديد في الصخر وجعلوا قدامه نقيرا لأجل الطعام.
لما أراد نائب الشام في أواخر النصف الأول من القرن الثامن عمارة جسر الدامور الجاري بين صيدا وبيروت ، ندبوا لذلك مهندسا خبيرا بالأعمال الساحلية يقال له أبو بكر بن البصيص البعلبكي وهو الذي عمر جسر نهر الكلب وله غير ذلك من الأعمال الثقال ببلاد طرابلس فعمله على صورة متينة. وعمر الأمير بشير الشهابي بإيعاز من والي صيدا جسرا على نهر الدامور أيضا فجمع أهل الصناعة إليه فكانوا أكثر من مائة وخمسين رجلا فأتمه في شهرين وغرّم عليه نحو مائة ألف درهم. وكذلك جسر الظاهر برقوق الذي بناه على نهر الأردن (الشريعة) وطوله مئة وعشرون ذراعا وعرضه عشرون. وقالت فيه السيدة عائشة الباعونية الدمشقية :
بنى سلطاننا برقوق جسرا |
|
بأمر والأنام له مطيعه |
مجاز في الحقيقة للبرايا |
|
وأمر بالمرور على الشريعه |
وعمر قاضي دمشق سنة (٩٣٢) سوقا تجاه باب جيرون بدمشق فبنى أقواسا بجملون فيها قباب مبنية بالآجر ، إذ رآه أحكم في البناء لأنه لا يحتاج إلى طين ويؤمن من حرقه. وجدد سور قلعة حلب السلطان سليمان في شهر المحرم سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وكتب ذلك بالعربية.
القاعات والقصور المعتبرة :
من القاعات في دمشق وحلب ما يرجع تاريخه إلى القرن التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ومنها نعرف كيف كانت هندسة القوم في تلك العصور. فمنها القاعة المشهورة بباب جيرون وباب السلسلة أنشأها الأمير محمد بن منجك الذي عمر العمارات الفائقة بدمشق فإنه تأنق في عمارتها