ولعلهم من إيطاليا ليضعوا له خطط قصوره في بيروت وصيدا وذكروا أيضا أنه بنى عدة بنايات وقلاعا وحصونا كثيرة ، ولما حدث اختلاف بينه وبين بيت سيفا وأتى بنو سيفا أصحاب طرابلس فأحرقوا ونهبوا الشوف قيل إنه اقسم هكذا : وحق زمزم والنبي المختار لأعمرك يا دير بحجر عكار. وهكذا لما فاز على بني سيفا وحاصر قلعة الحصن وأخذها وهدمها ، جعل الجمال بالألوف تحمل الحجارة من قلعة عكار إلى دير القمر ، وبنى جميع الدور القديمة في دير القمر ، ووزع في جدرانها من حجارة عكار ، وهي الحجارة الصفراء الموجودة في الخراج ، وفي جميع بنايات بيت معن القديمة وهي باقية إلى الآن.
قصور القرن الثاني عشر والثالث عشر :
ومن أمثلة البناء الجميل دار أسعد باشا العظم في جوار جامع بني أمية بدمشق شرع بإنشائها (١١٦٣) وانتهت (١١٧٤) قيل : إن ما أنفق عليها أربعمائة كيس ، كل كيس بخمسمائة قرش. وهذا أجور العملة ، وأما الخشب والبلاط والتراب وغيره فكله من أملاكه وبساتينه عدا من سخرهم للبناء من الناس. وكان عدد العملة ثمانمائة. قال ابن بدير : إن بانيها جد في العمارة ليلا ونهارا وأحضر لها ١٢ ألف عمود خشب ، عدا ما أهداه إياه أعيان البلد. وأو عز إلى الأطراف أن لا يباع القصر مل إلا إليه ، وشغل غالب بنائي البلدة ونجاريها ونقاشيها ، وجلب البلاط من أكثر دور المدينة ، وحيثما وجد بلاطا ورخاما وأعمدة وفساقي يبعث بمن يقتلعها ويعطي القليل في ثمنها. وكان على مقربة من مقبرة البرامكة فوق نهر بانياس قصر يقال له قصر الزهرائية مطل على المرجة الخضراء انهدم فأخذ أنقاضه ، وأخذ انقاض طاحون كانت على نهر بانياس في وادي كيوان ونقل من بصرى أحجارا وعمدا من الرخام ، وأخذ من مدرسة الملك الناصر في الصالحية عمدا غلاظا وهدم سوق الزنوطية فوق حارة العمارة ، وكان كله عقدا بالأحجار ففكه وأخذ أحجاره ، كما نقل أحجارا من جامع يلبغا. وأينما سمع ببلاط لطيف أو عمد حسنة يأتي بها شراء وبلا شراء ويشغل العملة بكراء وبلا كراء. قيل : إن داخل هذه