وكان من جملة الجيش عسكر اسمه (اللوند) وهو العسكر الخفيف الذي كانت مملكة البندقية تستخدمه قديما ، ومنهم عسكر اسمه (السكبان) ـ السكبان كلمة فارسية مركبة معناها حارس الكلب ـ قال البوريني : وهم عبارة عن طائفة كان وصفهم أن الواحد منهم يحمل البندقية على ظهره ويقود الكلب في ساجوره (قيده) ويمشي أمام الأمير والكبير حتى يسير إلى الصيد. قال : ولم يكونوا أولا شيئا حتى جاء الشام أمير يقال له أبو سيفين تولى ولاية نابلس فصحب منهم نحو مائة رجل يستعين بهم على رعايا نابلس لأنهم لا يخلون من نوع شراسة ، فاعتاد الأمراء استصحابهم إلى ولاياتهم فكثروا. وقد أضيف هذا العسكر إلى جوقة الإنكشارية. ومن الجند صنف يقال له (السباهية) وهو من الفرسان كانوا يعطون عشر بعض الأراضي على صورة إقطاع ويقومون مقابل ذلك مدة الحرب بمعاونة الدولة في القتال ، يأتون على خيولهم والدولة تعطيهم الذخائر والمؤن. ومنهم صنف يقال له (جبه جي) وهو من العسكر المدرع (زرهلي) من جيوش العثمانيين ، ومنهم (القبوقولي) أي الحراس وأصلهم حراس باب السلطان كثروا في آخر القرن الماضي. ومنهم (الدالاتية) أي الأدلاء وأصل الكلمة فارسية من داله بمعنى الدليل. وكانوا يلبسون في رؤوسهم قلنسوة كالطرطور على ما في محيط المحيط. و (الهوارة) وهم صنف من العساكر غير المنظمة. و (التفكجية) مأخوذة من تفنكجي أي صاحب البندقية وهم جند من رماة البنادق وكانوا للمحافظة ، و (الشوربجية) وهم ضباط الإنكشارية يعمل لهم الحساء أي الشوربة في قدر خاص ، ورتبة الواحد منهم معادلة لرتبة قائد بعرفنا إلى غير ذلك من صنوف الجنود.
الجيوش الحديثة :
كان بعض الأمراء في هذه الديار لا يخلون من مقاتلة على الدوام يستخدمونهم في قيام أمرهم. ومن أهمهم في هذا الباب أولاد معن أمراء الشوف وما إليها فقد كانوا يستطيعون أن يجندوا أربعين ألفا. وذكر فولني في القرن الثامن عشر أنه رأى الأمير في دير القمر جند خمسة عشر ألف