التاريخ المدني
الجيش
جيوش الأشوريين والفراعنة والعبرانيين :
لم تغلب القبائل الأولى التي كانت تسكن الشام على أمرها ، إلا يوم جاءها من أشور جيش منظم في الجملة أغار عليها واستصفى أرضها ، وإذا عرفنا أن الأشوريين عرفوا بسفك الدماء ، وأنهم طالما أسروا شعوبا برمتها ، وأنهم يعتقدون في ملوكهم الخلافة عن الله في الأرض كما كان الروس والعثمانيون يقولون بذلك إلى عهد قريب ـ ندرك مبلغهم من الطاعة، وأن الأرواح كانت نهب صاحب الشأن ، ينهبها كما يشاء ، ويصرفها في السبيل التي يراها. والدولة التي تستطيع أن تأسر أمة بأسرها ، تجيش جيشا يستميت في قيام أمرها ، ويطيع قواده طاعة عمياء.
كان الأشوريون أو الكلدان يغزون في فصل الربيع من كل عام ، وسلاحهم الرمح والسيف ، والترس ، والدرع ، والقوس والنشاب ، ولهم من أدوات النقل المركبات والعربات ، واخترعوا آلات لافتتاح المدن والقلاع. يقسمون جيوشهم ثلاث فرق ، فرقة المشاة وهم القواسة ، وفرقة الفرسان وهم الرماحة ، وفرقة راكبي العربات الحربية وهم حاملو السيوف والأتراس. وكانت الأوامر تصدر إلى القواد من الملك مباشرة ، وتبلغ إلى من يلزم على نظام غريب ، ولم يؤثر أن غلب الجيش الأشوري في وقعة واحدة.