الاسطول
بحرية الفينيقيين والعبرانيين والفراعنة :
ليس في الأيدي نص يركن إليه لمعرفة اصطلاح شعوب الشام القدماء في بحريتهم. وسواحل هذه الديار المستطيلة الممتدة من العريش إلى خليج الإسكندرونة تحتاج في اتصالها إلى مراكب للتجارة وغيرها. ولم يعرف أن عظام الأنهار في الشام كالأردن والعاصي كانت تجري فيها سفن إلا الفرات فإنه كان يحمل مغادي وحراقات وجلبات تذهب وتجيء بين الشام والعراق.
وأهم من عرف بمعاناة البحار أهل فينيقية سكان الساحل الأوسط وما كانوا أعظم شعب بحري درج على هذه الأرض فقط ، بل كانوا أعظم الشعوب القديمة في العالم جرأة على الأسفار في البحار ، وكانت أصولهم على الأرجح من شعوب بحارة جاءوا من البحرين في خليج فارس ونزلوا هذا الساحل الجميل فظهرت كفاءتهم في اختراق العباب في سالف الأحقاب. والصناعات في الناس تكون بالإرث أو ابنة البيئة ، والفينيقيون استوفوا هذين الشرطين فكانوا بحارة بالفطرة والبيئة ، بحارة بالتربية والحاجة.
ومما ساعد الفينيقيين على إجادة صنع السفن كثرة الأخشاب في لبنان ولا سيما شجر الأرز الذي منه كانوا يصنعون مراكبهم الصغيرة والكبيرة. وكانت لهم شؤون ما عرفها غيرهم في السير والإسراء ، والإقلاع والإرساء ، يهتدون بنجمة القطب يستدلون بها على سمت الشمال. ولذلك كانوا يوغلون في البحار ، لا يخشون الأخطار ، حتى لقد اجتازوا البحر المتوسط إلى