قال المسعودي : أخبرني بعض الروم ممن كان قد أسلم وحسن إسلامه أن الروم صوّرت عشرة أنفس في بعض كنائسها من أهل البأس والنجدة والمكايد في النصرانية والحيلة من المسلمين ، منهم الرجل الذي بعث به معاوية حين احتال على البطريق فأسره من القسطنطينية ، فأقاد منه بالضرب ورده إلى القسطنطينية ، وعبد الله البطال وعمرو بن عبيد الله وعلي بن يحيى الأرمني والعريل بن بكار وأحمد بن أبي قطيفة وقرنياس البيلقاني صاحب مدينة ابريق (ازنيق؟) وحرس خادس أخت قرنياس ويازمان الخادم في موكبه ، والرجال حوله وأبو القاسم بن عبد الباقي. ومن رجال البحر الذين طالما تبرم بهم الروم ليون الطرابلسي ومعيوف بن يحيى الحجوري من أهل دمشق والمغيرة بن عبيد الأزدي الخراساني ولي غازية البحر في أيام يزيد بن عبد الملك.
وصف أسطول شامي :
وللبحتري قصيدة في مدح أحمد بن دينار يصف فيها مركبا كان اتخذه وهو والي البحر وغزا فيه بلاد الروم. قال العسكري في ديوان المعاني : لم يصف أحد من المتقدمين والمتأخرين القتال في المراكب إلا البحتري ، وعدوا قصيدته هذه من عيون قصائده وفضلوها على كثير من الشعر وهي التي يقول من جملتها :
ولما خطونا دجلة انصرم الهوى |
|
فلم يبق إلا لفتة المتذكر |
وخاطر شوق ما يزال يهيجنا |
|
لبادين من أهل الشآم وحضّر |
إلى أن قال :
ولما تولى البحر والجود صنوه |
|
غدا البحر من أخلاقه بين أبحر |
أضاف إلى التدبير فضل شجاعة |
|
ولا عزم إلا للشجاع المدبّر |
إذا شجروه (١) بالرماح تكسرت |
|
عواملها (٢) في صدر ليث غضنفر (٣) |
غدوت على «الميمون (٤)» صبحا وإنما |
|
غدا المركب الميمون تحت المظفر |
__________________
(١) شجره بالرمح : طعنه.
(٢) عامل الرمح وعاملته : صدره دون السنان والجمع العوامل.
(٣) الأسد الغضنفر كسفرجل : الغليظ الخلق المتغضن.
(٤) الميمون : اسم المركب ، والمظفر : الممدوح.