ماحوز ، أسدود ، ماحوز يبنا ، يافا ، أرسوف ـ قاله المقدسي. والماحوز هو المكان الذي بينهم وبين العدو ، وفيه أساميهم بلغة الشام ، ومنه الحديث فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحوزنا. وكانت حيفا تشارك هذه المواني في صنع المراكب وتسمى الأبنية الخاصة بالملاحة البحرية بالجودي إشارة إلى سفينة نوح التي استوت على الجودي في الجزيرة.
وكانت الحروب سجالا بين المسلمين والروم ، ينال المسلمون من العدو وينال العدو منهم ، ويأسر بعضهم بعضا لكثرة هجوم أساطيل الإسلام على مواني العدو ، وكان أول فداء وقع في الإسلام أيام بني العباس ، ولم يقع في أيام بني أمية فداء مشهور ، وإنما كان يفادى بالنفر بعد النفر في سواحل الشام ومصر وغيرها ، إلى أن كانت خلافة الرشيد فوقع الفداء الأول باللامس من سواحل البحر الرومي قريبا من طرسوس في سنة تسع وثمانين ومائة على يد القاسم بن الرشيد وهو معسكر بمرج دابق من قنسرين ، ففودي بكل أسير كان بالروم من ذكر وأنثى ، وحضر هذا الفداء من أهل الثغور وغيرهم من أهل الأمصار نحو من خمسمائة ألف إنسان بأحسن ما يكون من العدد والخيل والسلاح والقوة وقد أخذوا السهل والجبل وضاق بهم الفضاء ، وحضرت مراكب الروم الحربية بأحسن ما يكون من الزيّ معهم أسارى المسلمين ، فكان عدة من فودي به من المسلمين في اثني عشر يوما ثلاثة آلاف وسبعمائة أسير ، وجرى الفداء في أدوار مختلفة. ذكر هذا المقريزي ثم عدد ما وقع من الفداء في أوقات مختلفة إلى القرن الرابع وكان أكثر عدد من فودي به في خلافة الواثق ٤٣٦٢ من ذكر وأنثى.
الأساطيل في القرون الوسطى :
ومعلوم ما كان من أسطول الفاطميين من المنافع في زمن الحروب الصليبية فكان ينجد المسلمين في عسقلان ويافا وصور وبيروت وطرابلس وجبلة واللاذقية. وكانت أساطيل الفاطميين في الساحل مرتبة في عسقلان وعكا وصور وغيرها وذلك قبل أن يغلبهم الصليبيون على الساحل. وكان الأسطول من جملة العوامل في بقاء الأمل باسترجاع ما جرى احتلاله من الأرض