ويقول لامنس : إن الرومان ضربوا الجزية على أهالي الشام ، على الذكور من سن الرابعة عشرة وعلى الإناث من الثانية عشرة إلى سن ٦٥ من عمرهم جميعا وفرضوا عليهم خراجا جبوه من الأملاك يبلغ في المئة واحدا ورسموا أيضا ضرائب ومكوسا على الواردات والصادرات من السلع إلا أن هذه الرسوم مع ثقلها كانت أخف على عاتق الشاميين من المغارم والسخر التي حملهم إياها ملوكهم سابقا ، وكانوا يتقاضونها دون نظام معلوم وفي أي آن شاءوا. اه.
وفي قاموس الكتاب المقدس أن العشار ملتزم الأعشار والضرائب عند الرومانيين وكانوا مشهورين بالظلم والصرامة ، وأن التعشير جرى قبل أيام موسى بكثير بين الأمم القديمة ولا سيما الآسيوية وأدخلها موسى بإلهام إلهي في شريعته وأعطيت العشور للاويين الذين لم يكن لهم نصيب من الأرض فالتزموا أن يأخذوا معاشهم من إخوتهم ، وكانوا يعشرون البقر وبقية المواشي ولم يكن عشر الأعشاب مطلوبا إلا أن الفريسيين كانوا يعشرون النعنع والشبث والكمون. أما الجزية على ما يؤخذ من روايات التوراة فقد علم أن الشريعة الموسوية كانت تفرض على كل معدود نصف شاقل ينفق في سبيل خيمة الاجتماع ، وفي الأيام الأولى من تاريخ العبرانيين إلى أيام الملوك لم تكن للخدمة المدنية والعسكرية وإنما قدم الشعب من عمله ومقنياته تبرعا حتى جعل الملوك جزية أو خراجا على الأرض وأكمل ذلك سليمان إلى درجة ثقيلة جدا على الشعب.
الجباية في الإسلام :
اعتمدت العرب أول الفتح في تنظيم دواوين أموالها على الروم في الشام ، ينظرون لهم في مسائل الدخل والخرج ، ووضع التوازن بحسب عرف تلك الأيام ، وذلك لأن العرب كانوا لأول أمرهم نصف أميين أو نصف متحضرين وأهل الشام أعرق منهم في الحضارة وما ينبغي لها ، حتى كان زياد يقول : ينبغي أن يكون كتاب الخراج من رؤساء الأعاجم العالمين بامور الخراج.
ولقد كان الإسراف يبدو في الأموال أيام الترف والنعيم ، ويتجلى الاقتصاد فيها على عهد الجدّ والإصلاح ، وذلك يرجع على الأغلب إلى من يتولى