أعطيات المسلمين ، فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن بقي بعدهم شيء ، وقد كنت أمرتك أن تدعو الناس إلى الإسلام فمن أسلم واستجاب لك قبل القتال فهو رجل من المسلمين له ما لهم وله سهم في الإسلام ، ومن استجاب لك بعد القتال وبعد الهزيمة فهو رجل من المسلمين وماله لأهل الإسلام لأنهم قد أحرزوه قبل الإسلام اه.
ولما طعن عمر قال : أوصي الخليفة من بعدي بأهل الأمصار خبرا ، فإنهم جباة المال، وغيظ العدو ، وردء المسلمين ، وأن يقسم بينهم فيئهم بالعدل ، وأن لا يحمّل من عندهم فضل إلا بطيب أنفسهم ، وأوصى الخليفة من بعده بأهل الذمة وأن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم. وكان كثيرا ما يصادر عماله ويجعل أموالهم في بيت المال. ولما ولى سعيد بن عامر بن حذيم حمص وما يليها أمره بوضع الخراج والرفق بالرعية
وقد ارتفع خراج الشام على عهد عمر بن الخطاب خمسمائة ألف دينار. فلما أفضى الأمر إلى معاوية قطع الوظائف على أهل المدن فوظف على أهل قنسرين أربعمائة وخمسين ألف دينار على الجماجم من ذلك الثلثان. وعلى أهل دمشق أربعمائة وخمسين ألف دينار على الجماجم من ذلك الثلثان. وعلى الأردن مائة وثمانين ألف دينار على الجماجم من ذلك الثلثان ، وعلى فلسطين مثل ذلك. ثم جعل بعد ذلك يصطفي الأرض الجيدة ويدفعها إلى الرجل بخراجها وعلوجها والخراج على أصله لا ينقص منه شيء.
عهد الأمويين :
والإقطاع إقطاعان : إقطاع تمليك وهو موات وعامر ومعادن ، وإقطاع استغلال وهو عشر وخراج. واللقاح البلد الذي لا يؤدي إلى الملوك الأربان والأربان هو الخراج وهو الإتاوة. قال مكحول : كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة. وأول من أقطع الأرضين وباعها عثمان ولم يقطعها أبو بكر ولا عمر ولا علي.