(٩٠٩) بإبطال المظالم والحوادث عن فلاحي الوقف وأن لا يكرّبوا فلاحي الوقف إلا الجزية الشرعية والمال المقرر وفي سنة (٨٢١) أبطل ضمان المكس بسوق العطارين بطرابلس وكتب على حائط مدرسة الرفاعية سنة (٨٧٠) أن لا يؤخذ من تجار حماة وغيرها من السمسرة والترجمة إلا ما جرت به العادة القديمة وهي على الألف عشرة دراهم لا غير وأن لا يتناول الأجرة إلا من باشر العمل بنفسه من أبناء السبيل ، ومنع النصارى من الترجمة والسمسرة ، وأن لا يؤخذ شيء ممن باع سلعته بغير دلال. وألغى الغوري المكس عن حاكة حمص.
تفنن الشراكسة في اقتضاء الأموال :
وبذلك رأينا أن إلغاء المظالم والمغارم كان على أشده في آخر أيام الشراكسة وكان من أسوإ ملوكهم شعبان ، قال المؤرخون فيه : إنه كان متطلعا إلى جمع المال وفتح باب قبول البدل في الإقطاعات والوظائف وجعل لذلك ديوانا قائما بالذات وكان يعين البدل في المناشير وهو مبلغ ثلاثمائة درهم فما فوقها. والخلاصة فإن الشراكسة تفننوا في طرح المكوس. ومن غريبها في أيامهم مكس القرعان وذلك أن شخصا من المماليك الشراكسة كشف رأسه في سنة (٨٣٠) بين يدي السلطان فإذا هو أقرع فضحك منه السلطان فقال ذلك المملوك : اجعلني والي القرعان يا مولانا السلطان ، فأجابه السلطان إلى ذلك وأخرج له مرسوم سلطاني له وأن يكون شيخ القرعان وخلع عليه خلعة فصار يدور في الأسواق والحارات ويكشف رؤوس الناس ، فمن وجده أقرع يأخذ منه دينارا حتى أعيان الناس فضج الناس منه وشكوه للسلطان فضحك ونادى بالأمان للقرعان وأن كل شيء على حاله ، وكسب ذلك الرجل في هذه الحركة مالا عظيما.
قال الأسدي : ويكشف في كل سنة مقدار الارتفاع ومقدار المصروف ومهما توفر بعد ذلك رفع علمه للمسامع الشريفة فيرفع منه ما يرفع محمولا للخزائن الشريفة بالديار المصرية ، ويرفع منه ما يدخر في القلاع الحصينة لما يحتاج إليه عند حوادث الزمان. وكان يتحصل من كل مملكة من المال